عبد الوهاب في سوريا!

TT

كنت في بلودان بسوريا. وعلمنا أن محمد عبد الوهاب وعروسه الأردنية نهلة القدسي موجودان. ومن المؤكد أنني سوف أراهما على غداء أو عشاء. وكلمت عبد الوهاب في التليفون: صباح الخير يا عريس.. هاها.

وعند الظهيرة نزل عبد الوهاب وحده.. ووجدته قد حمل صينية شاي. وقال: هات لك واحدة. فقلت: لماذا؟ قال: بس هات واحدة. وعدت ووجدت عبد الوهاب ينقر عليها وظهرت العروس. ووقفنا وراءهما.. وراح ينقر على ظهر الصينية: واتمخطري يا حلوة يا زينة.. لا بد أن نزف نهلة، فلم تكن لها زفة هذه المرة.. وهبطنا درج الفندق والناس مندهشون، فعبد الوهاب يزف عروسه. ووقف الناس ونظروا إلى عبد الوهاب وراحوا يرددون: اتمخطري يا حلوة يا زينة.. وفجأة انفرد عبد الوهاب بالغناء قائلا: كلنا بنحبك يا نهلة.. كلنا بنحبك يا نهلة.. وأنا أقول والناس حولنا.. ولما عدنا إلى مصر تحولت أغنية كلنا بنحبك إلى أغنيته الشهيرة: كلنا بنحبك يا ناصر.. كلنا بنحبك يا ناصر.. وقالت عروسه: إنه يدندن بهذا اللحن أياما. ولم أعرف أن الدندنة تتحول إلى هذه الأغنية.

واتصل عبد الوهاب بمؤلفي الأغاني.. ووجد أحدا لا أعرف اسمه وقال: أنا عاوز كلام على هذا الوزن.. وراح يغني في التليفون: كلنا بنحبك يا ناصر..كلنا بنحبك يا ناصر.. ثم ضحك وقال لي: لا مانع أن ينقل اليهود هذه المكالمة.. فقد أذاعت إسرائيل حديثا خاصا جدا بين عبد الوهاب وعروسه نهلة وفيه كلمات تجري بين المحبين!

وقد تكررت إذاعة الأحاديث الخاصة بعد ذلك بثلاثين عاما.. عندما أذاعت إسرائيل الحديث بين الرئيس حسنى مبارك ونجله علاء مبارك. فقد وعد الرئيس قبل سفره على أن يبلغ ابنه علاء بوصوله، فطلبه في التليفون فقال له علاء: حمد لله على السلامة يا بابا.. فرد الرئيس قائلا: لا يا ابني، لقد وقعت محاولة اعتداء. والحمد لله نجوت منها، فاتصل بوالدتك في ألمانيا وأبلغها قبل أن تسمعها في التليفزيون وتنزعج.. وعندما طلبوا منا ـ أعضاء مجلسي الشعب والشورى ـ أن نتجه إلى المطار لاستقبال الرئيس وسمعت من إذاعة إسرائيل هذا الحديث. وفى كتاب (القناع) أن الأميركان سجلوا الحديث الذي دار بين الرئيس ومستشاره السياسي د.أسامة الباز!

إذن هي عادة منحطة لتؤكد لنا قدرة المخابرات على التسلل إلينا في بيوتنا. وغضب محمد عبد الوهاب عندما أذاعوا حديثه كاملا بكل ما فيه من كلمات يقولها عاشق ولهان جدا لعروسه.. ثم همس عبد الوهاب في أذني: اطلبني في التليفون، فإذا سمعت صوت نهلة قل لها: فيه واحدة ست منتظرة الأستاذ، وشوف حتقول إيه!

وطلبت كما اتفقنا فقالت نهلة: ألو.. قلت لها: واحدة ست في انتظار الأستاذ. ووضعت سماعة التليفون. وبعد دقائق وجدتها وحدها. ونزلت تبحث عن الست. ولما لم تجد أحدا قالت لي: طبعا أنت الست..

قلت: هاها.. أيوة أنا..