أيضا مع فائق الاحترام

TT

أرجو أن يعذرني السادة كبار المحللين، عربا وأعاجم، على هذه الأفكار السياسية الساذجة. أنا قلبي على الرجل باراك أوباما. فقد نستطيع أن نحقق معا شيئا ما. أقصد، نحن، أهل العالم الثالث، وهو، ابن القروي المزواج. وعمته التي تحاكم بتهمة مخالفة قوانين الهجرة. وعمته الأخرى، التي ذهبت إلى الحج هذا العام. مع هكذا إنسان، بؤس كينيا وصعوبة إندونيسيا وقساوة هارلم وصعوبة شيكاغو ومعها لمعان هارفارد، نستطيع ربما أن نقنع الأميركيين الذين انتخبوه، بضرورة التصالح مع حضارات العالم. انحن قليلا يا عزيزي باراك لكي أستطيع أن أهمس في أذنك هذا السر الصغير الذي اكتشفته لنفسي. لا تعذب نفسك في أفغانستان. ولا خصوصا في باكستان، وما أدراك. وما أدراك.

«اسمع أيها العزيز».

لقد انتصرت أميركا فقط في الحروب التي خاضتها ضد الذين يشاركونها حضارة واحدة أو مشابهة. أوروبا في الحربين الأولى والثانية، وروسيا وأوروبا الشرقية في الحرب الباردة. قد تقول، وماذا عن الحضارة اليابانية في الحرب الثانية؟ لا شيء. كانت مجرد شريك بعيد ومكروه من شعوب المحيط الهادي والبلدان الآسيوية التي اعتدت عليها من قبل بحروب فظة ولا تتسمى.

الحربان الكونيتان، كان الغرب ضد الغرب. العدو يعرف عدوه. يعرف تاريخه. يعرف تقاليده وردود فعله ونوعية سلاحه. منذ حرب كوريا بدأت الهزائم. كادت أميركا تضع كل شيء هناك وتخسر كل شيء. ثم جاءت حرب الفيتنام فنزل الفيتكونغ مثل الخلد تحت الأرض. ملأ الأميركيون الأجواء بالقاذفات واصطادهم الفيتناميون من تحت الأرض ومن وراء الشجر. وظنّ السوفيات أنهم عباقرة فذهبوا إلى أفغانستان. وهذه المرة اختبأ المقاتلون في الكهوف الجاهزة. لا لزوم لحفر المدن كاملة تحت الأرض. كيف يمكن أن تدخل الفانتوم إلى الكهف؟ إنكم تحاربون مرة أخرى حضارة لا تعرفون عنها شيئا. انتم «تملكون الساعات وهم يملكون الوقت» على ما يقال في الأمثال. وماذا عن العراق؟ خيّل إليكم في الأيام الأولى أن بغداد أقفرت وصارت في الملاجئ. وبعثتم إلى العراق أغبى مندوب في التاريخ. وصل المستر بريمر (وخرج( في حذاء رياضي مريح وربطة عنق فاقعة ونسي القبعة التكساسية، مما أزعج المصورين. حققتم ربحا عسكريا في يوغوسلافيا. فانتوم وطائرات بلا طيار وجسور مهدمة وتعبئة عامة في بلد شيوعي سابق يتلهف لوصول أدوات الترف وآلات الطرب. أفغانستان ليست أوروبا، لا الغربية ولا الشرقية. زيادة عدد العسكر تشبه زيادات فيتنام: من دزينة مستشارين إلى نصف مليون عسكري. أرجوك أن تأخذ رأيي بعين الاعتبار. 300 ألف وليس 30 ألف جندي إضافي لن يغيروا شيئا. ابحث عن حل للخروج. لقد فاز صديقكم كرزاي مرة بلقب الرئيس الآسيوي الأكثر أناقة. يا سيدي مبروك. أعيدوه إلى روما كان يبدو أنيقا كالإيطاليين في فنادق الفيافنتو.