القوة من خلال المرح!

TT

أعجبتني عبارات قالها أخيرا ضيفنا الزعيم الصيني: إنه يدعو الدول الأفريقية إلى التوافق والتصالح عن طريق الرياضة: كرة القدم التي تذيب الفوارق بين الطبقات والألوان وأتباع الأديان. مع أن الناس لم يفعلوا أكثر من أن يتفرجوا وأن يصفقوا معا أو يغضبوا معا. ماذا حدث؟ إنها كرة القدم جعلت من طوفان المتفرجين أمواجا تعلو وتهبط. إن الكرة تقوم بتمشيط مشاعر المتفرجين. اتفقوا على رد فعل فوري. اتفقوا ولم يكن بينهم تفاوض سابق على ذلك.

وقد كانت لهتلر نظرية تقول: القوة عن طريق المرح.. عن طريق الرياضة والضحك معا والغضب معا. رد فعل تلقائي لم يتفق عليه أحد. إنها الرغبة في القوة عن طريق الفرفشة والاسترخاء..

أراد الزعيم الصيني أن يدعو الشعوب أن تلعب قبل أن تكون جادة. أرادها أن تتسامح وتفك العقد التي بينها وتزيل الحواجز العنصرية والدينية.. والسبيل إلى ذلك: ملاعب كرة القدم. وقد رأينا تركيا تنجح في لعبها مع عدوها التقليدي أرمينيا. كما نجحت أميركا عندما ذهب فريق البنغ بونغ يلعب مع الفريق الصيني في بكين..

إنها حيلة مضمونة النجاح. وهي دعوة من دولة عظمى شغلت شعوبها بالعمل ليلا ونهارا. فليس في اللغة الصينية كلمة (إجازة). ولا ويك إند.

واستطاعت الصين أن تغزو الدنيا بأسعارها الزهيدة. وطبقت المقولة الشهيرة: إذا لم يذهب محمد إلى الجبل ذهب الجبل إليه. ولذلك نرى الصينيين يدقون أبوابنا ويبيعون الفول المدمس وأغنيات شعبان عبد الرحيم وسجادة الصلاة وفانوس رمضان والسيارات والأجهزة الإلكترونية، ويدعون كل الشعوب إلى أن تلعب بحماس وتعمل بحماس وتبيع بأمانة!