عودة الأمير سلطان

TT

على قرابة عام كامل، وهي فترة غياب ولي العهد السعودي، كان السؤال الدائم، والشغل الشاغل لدى السعوديين، على كافة المستويات، أو حتى الخليجيين والعرب، هو كيف هي صحة الأمير سلطان بن عبد العزيز الآن؟ سؤال يتكرر، بلا كلل أو ملل، من الصغير والكبير، القريب والبعيد، واليوم والحمد لله هاهو ولي العهد السعودي يعود إلى بلاده سليماً معافى بإذن الله.

ولكثرة السؤال ما يبررها؛ فالأمير سلطان بن عبد العزيز هو أحد أركان بيت الحكم السعودي، ووزير دفاع السعودية، وعدا عن كل ذلك فإن الأمير سلطان بن عبد العزيز مؤسسة خيرية بحد ذاته، محب للخير والعطاء، ومنفتح على الناس، بكافة مستوياتهم، وأفكارهم، تصاحبه ابتسامة لا تغيب، أياً كان الحدث، أو المقام.

ومن تسنى له حضور بعض مجالسه، المفتوحة للجميع، أو رافقه في رحلاته الخارجية، يعرف تماماً أنه رجل محب للخير، والتعليم، والتطوير، والانفتاح. قال له أحدهم في يوم من الأيام «يا سمو الأمير لماذا نبتعث أبناءنا للخارج ولدينا جامعات داخلية.. لماذا لا يكون هناك دعم للجامعات الداخلية الخاصة بدلا من الابتعاث؟». كان رد الأمير هادئاً، ولم تغب ابتسامته المعهودة، إلا أنه قال ما معناه أنه كان الواجب أن تحثونا على الاستمرار في الابتعاث، لا إيقافه، أو تأجيله. وأخذ يشرح أهمية أن يتعلم السعودي والسعودية في الخارج لكي يجلب لبلاده أفضل التجارب، والعلوم والمعرفة.

والمواقف كثيرة مع الأمير سلطان بن عبد العزيز، لكن ما يميزه هو انفتاحه للإجابة على كل الأسئلة، دون أن يدع التوتر أو القلق يتسلل لمن هو أمامه وهو ولي العهد السعودي، والسياسي المحنك، ودائماً ما يجيب ويعلق دون غضاضة. وفي إحدى الرحلات الخارجية كنت من ضمن رؤساء التحرير السعوديين الذين تشرفوا بالسلام عليه، وحضور مجلسه، وكانت هناك إحدى القضايا التي تشغل الرأي العام السعودي، وحينها دار نقاش في مجلس ولي العهد، وكان هناك تعقيب من بعض الوزراء الموجودين، وكان لرؤساء التحرير تعقيب على تعقيب بعض الوزراء، والمسؤولين، وكما أسلفت فكانت أهمية النقاش أنه جاء على خلفية حدث ذي صلة بالرأي العام، وكان الأمير سلطان يستمع وهو مبتسم، ولم يقاطع إلا إذا قال «ارفع صوتك» وكان النقاش مستمراً، يومها خرجنا من المجلس وكان الذهول على محيا الزملاء الإعلاميين من سعة صدر الأمير، وتقبله لكل ما قيل أمامه، بل إنه انبرى يدافع عن الصحافة، وحقها في أن تنشر طالما أنها قد تثبتت من صحة ما لديها، بل وقال إذا حاولت الحصول على معلوماتك، وقمت بالاتصال بالمسؤولين ولم يجيبوك فانشر، ولا ضير.

وبالتأكيد أن لكل من تعامل مع ولي العهد قصة تروى عن الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولذا لا غرابة والجميع يحتفي بعودته إلى المملكة العربية السعودية اليوم بعد رحلة طويلة مع العلاج، ويكون على رأس مستقبليه في مطار الملك خالد في الرياض خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

فحمداً لله على سلامة أبي خالد.     

[email protected]