لسلطان تشد رحال الوفاء

TT

أفراح الوطن اليوم تمتد من حائل إلى جازان، ومن جدة إلى الدمام، اليوم من حق الوطن أن ينتشي بقصائد «العرضة»، وطبول «المزمار»، وأكف «الدحة»، وأهازيج الخطوة، وصوت «الدانات». إنه يوم من أيام أفراح الوطن، يعود فيه سلطان الخير إلى وطن الخير، يعود أبو الأيتام، ونصير الفقراء، وأمير الإنسانية إلى مرابع العمر، وهوى القلب، يعود من بوابة الرياض لكل الوطن.

اليوم يعود سلطان فتعود إلى القلوب أفراحها، وإلى النفوس سكينتها، وإلى «الرياض» رياضها، فسلطان دعامة كبرى من دعامات الوطن، من يقرأ سيرته أو يطالع مسيرته يدرك مدى ثراء مشوار سلطان، ويدرك مدى سخاء عطائه، وتميز منجزه. بدأ رحلته في خدمة الوطن في سن مبكرة، فحينما تقلد وزارة الزراعة تراجعت أمام تحدياته الصحراء، وحينما انتقل وزيرا للمواصلات شهدت البلاد منظومة كبيرة من الطرقات، وفي وزارة الدفاع والطيران صنع عزمه وحزمه هذه القوة الكبرى، التي يفخر بها الوطن، وتعكس اليوم منظومة أدواره ومسؤولياته كولي للعهد مكانه ومكانته كرجل دولة من طراز نادر وفريد، فهو نعم المؤازر والمعين للملك الصالح والعظيم عبد الله بن عبد العزيز.

يكفي أن يبرق اسم سلطان في أي مجلس لتجد الكل يتحدث عن شهامته ونبله وبهائه، فلقد شيد هذا الأمير الإنسان جسورا عامرة بالحب بينه وبين كل الناس، فهو نصير الفقير، ووالد اليتيم، ومعين المحتاج، بابه فنار لأصحاب الحاجات، فكم فرّج من كرب الدنيا، وكم أعاد الربيع إلى نفوس داهمها الجفاف، إنه ممن اختصهم الله بقضاء حوائج الناس، فلينعم بالدعاء والأجر والثناء.

طوال فترة غيابه كان حاضرا في القلوب، كان السؤال عنه على ألسنة كل الناس، وكانت رغبة الاطمئنان على صحته غاية كل الناس، ولذا كانت الفرحة بشفائه فرحة كبرى، وصادقة، وحقيقية، انعكست على وجوه الناس، وطغت على أحاديثهم، وتملكت مشاعرهم، وها هي الفرحة اليوم تبلغ أوجها، وقد عاد لنا سلطان المحبة ـ بفضل الله ـ سالما، مشرقا، معافى، وها هي المشاعر تشد رحال الوفاء إليه اليوم مهنئة بسلامته، تهنئ مليكنا المحبوب عبد الله بن عبد العزيز بعودة ولي عهده، تهنئ إخوانه وأبناءه وأسرته، والتهنئة موصولة لأنفسنا لأن كل الذين يحبون سلطان يستحقون التهنئة بعودته، والكل محب لسلطان.

[email protected]