وزيرة الصحون الفضائية

TT

تلقيت من الدكتور فهد النوري الرسالة التالية: «بعد قراءة مقالكم اليوم (5 ديسمبر) أحب أن أطمئنك أن الضجة حول وزيرة الصحة الفنلندية المزعومة لا أساس لها. ولو تثبت قومي أصحاب نظرية المؤامرة لما وصل الحال إلى مع هو عليه الآن. الموضوع بكل بساطة واختصار أن من ادعت أنها وزيرة الصحة ما هي سوى طبيبة سابقة في وزارة الصحة الفنلندية واسمها راوني لينا لوكانن كيلدي، وقد أحيلت إلى التقاعد بعد إصابتها في حادثة سير، ومنذ ذاك وهي تحاضر وتكتب عن الأجسام الفضائية المجهولة، ومدى تورط الحكومة الأميركية في إخفاء أمر تلك الأجسام عن العامة، وقد عرفت بما لا تعلم عن فيروس N1H1 أما وزيرة الصحة الفنلندية فهي الدكتورة (علوم) باولا ريسيكو».

أولا، شكرا للدكتور النوري، الذي يريد أن يلمح إلى أن الوزيرة المزعومة منهمكة في أمور الصحون الفضائية، ولذا لا يستبعد أن تطلع بنظرية تقول إن أميركا تريد القضاء على ثلثي أهل العالم عن طريق نشر جرثومة N1H1. واضح أنني كتبت عن الموضوع لأنني اعتقدت أن مثل هذا «هدف»، حسب تعبيره، يصح أن يطلع عليه القراء من باب صدق أو لا تصدق. هذا لا يلغي مسؤوليتي في القول إن المرأة (التي لا أذكر اسمها) هي وزيرة الصحة الفنلندية. ومن أجل رفع هذه المسؤولية، أو شيء منها، أحب أن أوضح أنني قرأت النبأ، مع صورة لسيدة الصحون الفضائية، في صدر الصفحة الأولى من صحيفة «الإنشاء» الصادرة في طرابلس، لبنان.

وما لم أنقله هو أن الزميلة «الإنشاء» تقبلت نظرية المرأة الفنلندية بشكل قاطع، وطالبت وزير الصحة اللبنانية بأن يبني سياسته أو إستراتيجيته، على هذا الأساس، أي أن إنفلونزا الخنازير مصنوعة في مختبر أميركي ما، وما عليه (الوزير) سوى أن يحسب ما ستكون عليه حصة اللبنانيين من مؤامرة ثلثي العالم، ثم يتصرف على هذا الأساس.

لم أدقق في ما إذا كانت السيدة في صدر الصفحة الأولى من «الإنشاء» هي وزيرة الصحة أم طبيبة سابقة تحلم بالصحون الفضائية، لأنني اتكلت في ذلك على مهنية الزميلة «الطرابلسية» التي تعد من أقدم وأعرق صحف المدينة. وها أنا أعتذر عني وعنها.