في ذكراه المئوية..

TT

قال عنها: لا تستطيع أن تبدي رأيك في المرأة إلا بعد أن يحكِموا إغلاق القبر عليك!

وقالت عنه: تزوجته 48 عاما، فلم أعرف أي نوع من الرجال هو.

هو: تولستوي.. وهي: زوجته..

وتولستوي هو أعظم روائي في التاريخ. وروايته «الحرب والسلام» هي أعظم ما أبدع الإنسان.. وكذلك روايته «أنا كارانينا». وهي مأساة انتهت بأن ألقت البطلة بنفسها تحت عجلات القطار. تولستوي قال عن هذه الرواية: كتبت فيها كل شيء. ولا أدري ما الذي أكتبه بعد ذلك!

وتولستوي أحد النبلاء الروس الذي ورث ضياعا واسعة. وتولستوي شخصية متفجرة؛ ففي كتبه كل أنواع التطرف العاطفي والديني.. وفى رواية «الحرب والسلام» تصوير حروب نابليون وبها 200 شخصية.. وهو يسخر فيها من نابليون الذي يتصور أنه قادر على كل شيء.. وأنه القانون الذي يحكم الكون.. وأثر هذه الحرب في الأرستقراطية الروسية.

وتحول تولستوي إلى المسيحية وتأثر بموعظة الجبل ـ أي الخطاب الذي ألقاه السيد المسيح. وبعد هذه الموعظة قرر أن يعيش مسالما زاهدا في الدنيا فامتنع عن اللحم والخمر والتدخين.. وأعطى ما يملك لزوجته.. وقرر أن يعيش حياة خاصة. قرر أن يعايش وأن يسالم الدنيا. فكتب إليه الزعيم غاندي وأبدى تأثره الشديد.. فكانت فلسفة غاندي (المقاومة السلمية)..

وغلطة واحدة ارتكبها تولستوي.. أنه أعطى زوجته مذكراته التي كتبها قبل الزواج وفيها ما فيها من مغامرات وفجور، فغضبت زوجته وظلت كذلك حتى الموت. وذهبت إلى القيصر تشكو زوجها.. ولم يستطع القيصر أن يفعل شيئا لعقلية فذة مثل تولستوي.

وتولستوي هو أحد ثلاثة من أساتذتنا العظام الذين علمونا كيف نكره المرأة ونصر على ذلك: سقراط وشوبنهور.

وترك البيت لزوجته.. ومعه إحدى بناته.. ولجأ إلى إحدى محطات السكك الحديدية. وجاء القسيس ليعترف فرفض ومات ملحدا. وأوصى بأن لا تقام له جنازة، وأن يدفن في أي مكان عند أطراف الحقول الواسعة وتحت شجرة..

وبعد أيام يحتفل العالم كله بمرور مائة سنة على وفاة أعظم روائي في التاريخ: تولستوي..