يا ساتر.. يا لطيف

TT

هو رجل (مطوّع) ـ أي متدين ـ كنت أقف معه ونتحدث على قارعة الطريق، وعبرت أمامنا امرأة فائقة الحسن، فتوقف هو عن الحديث وأخذ يتبعها بنظرته لعدة دقائق حتى اختفت.

فقلت له مستغربا ومؤنبا: كيف تفعل هذا؟!

فقال: ألا تعلم أن النظرة الأولى هي لك؟! ثم إنني لم أنظر إليها إلاّ مرّة واحدة.

قلت له: عدّاك العيب، أنا آسف.

* *

أعجبني رد مزارع عجوز عندما سأله أحد «الملاقيف» عن السبب في عدم زواجه طيلة حياته.

فقال له وهو ينفض غليونه: إنني أفضل أن أمضي حياتي وأنا أريد شيئا ليس عندي، على أن يكون لدي شيء لا أريده.

وعندما انتهى من كلامه لم أملك إلاّ أن أصفق قائلا له: أعِدْ، أعِدْ، وكأنني سمعت مقطعا من أغنية أطربتني.

* *

هل صحيح أن أفضل وقت تمسك فيه لسانك هو الوقت الذي تشعر فيه أنك سوف تنفجر إذا لم تقل شيئا؟! أعتقد أن هذا صحيح، ولكن أروع منه أن «تنفجر» دون أن يصدر منك ولا حتى كلمة واحدة.

* *

سمعت أحدهم يقول بثقة بالغة: «إن المرأة تترقب الرجل، ولكنها تترقبه مثلما تترقب العنكبوت الذبابة».

الواقع أنني عندما سمعت ذلك قلت لا شعوريا: «لا حول ولا قوة إلاّ بالله».

ثم التفتّ إليه قائلا: «إذا كان هذا هو المصير الأغبر للرجل في هذه الدنيا، فالله الغني عنها يا سيدي، إنني في هذه الحالة سوف أكون (صائم الدهر)، فلا شيء يخيفني في هذه الدنيا أكثر من العنكبوت والمرأة، خصوصا إذا كانت تلك المرأة لها أرجل كأرجل العنكبوت، سوداء، ومعصقلة، ومشعرة».

يا ساتر، يا لطيف.

[email protected]