لعب العيال صار مأساة!

TT

مرت مصر الرياضية بمحنة سياسية. كيف انتقل اللعب إلى الجد؟!

فقد كانت مباراة هامة بين مصر والجزائر. وقبلها وبعدها مباريات من كل لون ونوع وحجم. سواء بين المصريين أنفسهم أو بين المصريين والأشقاء الأفارقة. تبدأ المباراة وتنتهي كما بدأت من الناحيتين وبس. فكل فريق يريد أن يكسب وأن يتقدم خطوة نحو الهدف النهائي. طبيعي.

وتقال كلمة من هنا وكلمة من هناك. وإشارة من هناك وإشارة من هنا. وانتهى الكلام والإشارات والشعارات. وفجأة وجدنا أنفسنا في حالة حرب: طوب وسكاكين. وبدلا من أن تقوم الصحافة بإلقاء الماء على الحريق، ألقوا عليه البنزين. هم الذين ألقوا البنزين؟ نحن؟ المهم أن حريقا شب بيننا. وفي لحظات نسينا كل التاريخ العظيم بين البلدين. ماذا فعلوا لنا. وماذا قدمنا لهم.. إن الرئيس السادات في قصة حياته (من أوراق السادات) يبدي عظيم الامتنان للشعب الجزائري الذي اشترى لنا السلاح والذي أرسل قوات تحارب معنا ضد إسرائيل..

هل نسينا ذلك؟ الصغار لا يعرفون شيئا من ذلك.. بل لا يعرفون حتى السادات. فمعظمهم ولدوا بعد اغتيال السادات. ولا عرفوا ما الذي فعله بومدين ولا بوتفليقة. وشب النار في كل ما بيننا وطاشت كلمات وتهديدات وإنذارات. وصرخات بمقاطعة الجزائر ـ تصور!

نقاطع الجزائر.. ذلك الشعب العظيم الصديق من أجل لعب عيال. غلط؟ مؤكد غلط؟ نحن فقط؟ وإنما هم أيضا.. وكان لا بد أن يتدخل الحكماء.. وقد مضى كل شيء. وسوف تعود مصر إلى الجزائر. وسوف تتعانقان. ولكن سوف تبقى هذه الأحداث نموذجا رديئا لما لا يجب أن تكون عليه العلاقات الدولية بين الأشقاء. ولا بد أن يذهب رجال الأعمال المصريون إلى القضاء الدولي، فقد اعتدى الجزائريون الغاضبون على مشروعاتهم انتقاما مما حدث في القاهرة والخرطوم.

هذه المباراة الملعونة سوف تدخل التاريخ السياسي على أنها اللعب الذي انحدر إلى الجد.. أسوأ أنواع الجد!