أمراض عربية مزمنة!

TT

حينما مرض الشاعر الكبير أبو العلاء المعري، وأنهك جسده الداء، أحضروا له ديكا مطبوخا ليأكله، فامتنع عن أكله وهو يقول مخاطبا الديك: «استضعفوك فأكلوك، فلماذا لم يأكلوا شبل الأسد؟!».. حال العالم العربي اليوم يشبه حال «ديك المعري»، والفرق بين الحالتين أن العالم الذي يوشك على افتراسنا ليس نباتيا!

***

«يا شام لبنان حبي غير أني

لو توجّع الشام تغدو حبي الشام»

هذه الرؤية الرومانسية للعلاقة بين سورية ولبنان التي تجسدت في شعر سعيد عقل، وأورقت على صوت فيروز، تعبر بشكل ما عن طبيعة العلاقة الوجدانية بين البلدين، لكن الواقعية السياسية هي ما يحكم العلاقة اليوم بين سورية ولبنان، فتلك الواقعية هي التي حملت سعد الحريري بالأمس إلى دمشق، طافيا فوق كل الحساسيات.

إن الواقعية السياسية هي ما يحتاجه العرب لعلاج أمراضهم السياسية المزمنة، فكل الخسائر العربية، والمصائب العربية، انهالت على رأس هذه الأمة جراء عيشها في الخيال.

***

اللهم إني لا أفهم كيف غفلت أو تغافلت دولة كاليمن عن تنامي «الحوثية» على هذا النحو، ولم تتنبه إلى قوتها إلا بعد أن غدت دولة داخل الدولة، وأعجز أيضا عن فهم كيف لم يتمكن اليمن بجيشيه النظامي والشعبي من إنهاء سريع لخطورة هؤلاء، رغم استمرار وصفهم بالعصابة وضآلة الشأن!

***

أستغرب من بلد كالسودان عليه أن يتجنب الأخطار المحدقة به من جهات الأرض الأربع، أن ينشغل عن كل ذلك بـ«بنطال» صحافية. إنها أزمة ترتيب الأولويات في داخل العقل العربي!

***

كتبت يوم السبت الماضي عن حالة المناضلة الجزائرية الكبيرة جميلة بوحيرد، وهي المرأة السبعينية التي تعيش في شقة صغيرة متهالكة، ذات سقف كثير الثقوب يضطر المجاهدة حينما تمطر السماء إلى أن تضع قطعا من البلاستيك لاتقاء المطر، وهي تصف حالتها بأنها غدت مديونة للجزار، والبقال، و«السوبر ماركت».

إنه زمن الراقصات أيتها المجاهدة الكبيرة.. زمن لا يليق ببهائك.

[email protected]