إن لم يكونوا ذئابا فكأنهم!

TT

في الأساطير القديمة يتحول الناس إلى ذئاب جارحة في الليالي القمرية ويصابون بجنون القمر.. وظهرت الروايات والأفلام وكلها تصور هذه الوحوش الآدمية التي تعوي وتكشف عن أنيابها وتنهش..

ولكن في دراسة أخيرة في إحدى جامعات أستراليا درس الأطباء بعض حالات التوحش عند عدد من الشبان، فوجدوا أن سلوكياتهم هي تماما كما جاءت في الخرافات في كل الحضارات القديمة.. وكان لا بد من البحث..

فلاحظ العلماء أن هؤلاء المصابين كلهم من الشبان، وظهروا في أماكن مختلفة من قارة أستراليا، ولكن في الليالي القمرية.. وكان لا بد من أن يذهب الأطباء إلى ما هو أعمق، فوجدوا أن الشبان يسرفون في استخدام المهدئات، وحبوب الهلوسة، وحتى عندما يتوقف المدمنون عن تعاطيها تظهر عليهم كل أعراض الأمراض القمرية. ولاحظوا أيضا أن الكحوليات تؤدي إلى نفس النتيجة..

وبعد علاج هؤلاء الشبان سألوهم إن كانوا على دراية بما حدث لهم ومنهم.. وأنهم اعتدوا على الأطباء والممرضين.. وإن كان الذي قتل والديه يدري ماذا اقترف. كلهم أكدوا أنهم لا يعرفون.. ولا يعرفون سبب التحول من إنسان إلى حيوان مفترس.. أحد المرضى ظل يصرخ ويصرخ حتى أمسك ذراعه بأسنانه وراح يمزقها ويشرب دمه.

ومن أغرب ما سمع الأطباء أن با كان ابنه ينقلب ذئبا في الليالي القمرية، ولكن الأطباء أكدوا أن هذا المرض ليس وراثيا، ثم إن هذا الابن قد مات أبوه بعد ولادته بشهر واحد، فلا رآه ولا سمعه ولا أحد قال له عن جنون أبيه..

يقول د. آرنولد ليمان أستاذ الطب النفسي بجامعة سيدني في أستراليا إن الموسيقى الصاخبة والرقص العنيف تجعل الشبان إن لم يكونوا ذئابا ضارية فكأنهم!