مكانك محجوز هنا!

TT

في مقدمة «الموسوعة النفسية الحديثة» الطبعة السادسة عشرة جاءت هذه العبارة: لم تعد كلمة المرض النفسي لها أي معنى خاص. فليس هناك مرضى نفسيون. وإنما كل الناس مرضى. فأنت لا تصادف في حياتك، مهما طالت، إنسانا سويا. فلا يوجد إنسان سوي. ولا يوجد إنسان عادي. وإنما كل إنسان قد التوى في أيدي الظروف والقوى الاجتماعية والضغوط الاقتصادية والسياسية. لا تذهب بعيدا. أرجو أن تجيب عن هذه الأسئلة وسوف تجد أن مكانك في مكان ما في هذه الموسوعة..

أما الأسئلة فهي عن ردود الفعل أمام عدد من المشكلات اليومية.. ماذا تفعل لو فوجئت بأن ابنتك قد استضافت في غرفتها صديقا لها.. ماذا تفعل لو عرفت أن زوجتك قد زورت توقيعك في أحد البنوك.. ماذا تفعل لو اعترفت لك زوجتك بأن لها ماضيا سابقا وأنها كانت على صلة بأحد إخوتك.. ما موقفك لو صارحتك والدتك وهي على فراش الموت بأنك ابن لرجل آخر غير والدك.. إذا قال لك الأطباء إن علاجك الوحيد هو أن تتعاطى المخدرات.. لو عرف أولادك أنك على علاقة بسيدة أخرى غير أمهم التي يحبونها.. وأسئلة أخرى كثيرة هي امتحان للقدرة على التحمل والتكيف واستئناف الحياة بعد ذلك..

رأي الأطباء أنه لا واحد في أي مكان من كوكب الأرض سليم الأعضاء والأعصاب قادر على سيادة ظروفه.. ولا واحد يضرب نفسه بالجزمة من حين إلى حين لقرارات غبية اتخذها.. وذكروا أسماء عدد من علماء النفس وصفوا أنفسهم بالغباء والبلاهة وأنهم وثقوا في قدراتهم على كل شيء.

خلاصة الكلام: مكانك يا سيدي محفوظ في هذه الموسوعة.. والمكان محجوز لك دون أن تبذل مجهودا من أجل ذلك!