عودي يا «مي».. ما عليك من «السحيمي»

TT

يعد الزميل محمد السحيمي من ظرفاء شارع الصحافة، فعموده في صحيفة «الوطن» السعودية من بين أكثر الأعمدة الصحافية رشاقة وسخرية، لكن هذا الساخر تخلى عن سخريته، وقلبها - كما يقولون - «جد»، وهو يقف في وجه عاشق مي، ذلك الرجل الذي اختلف مع زوجته، وعجزت مراسيل الحب عبر الهاتف الجوال أن تقنع «مي» بالعودة إلى بيت زوجها بعد هجرانه، فلم يجد هذا العاشق الخالي من الشوائب وسيلة أفضل من أن يعلق لوحة تعبر عن مشاعره تجاهها، كتب عليها عبارة: «مي.. سامحيني وربي أحبك»، وعلقها على جسر المشاة في كورنيش الخبر القريب من دارها، لعلها تعطف وترق وتلين، وامتدت غضبة السحيمي لتنال كل من كتبوا ينصحون مي بالصفح عن عاشقها، ومنهم كاتب هذه السطور.

ولم يكتف عزيزنا السحيمي بكتابة موضوع واحد، بل أردفه بآخر، فكان كالوسيط الذي ذهب يسترضي زوجة صديقه لكي تعود إليه، فقال لها: «أعرف أن زوجك أحمق، جاهل، وضيع، مدب، ملقوف، ملهوف، ثقيل طينة، لا يعرف الأنساق، ولا يفّرق بين سيول جدة وأنهار العراق، ومع هذا أوصيك بالعودة إليه»، فما كان من الزوج الذي سمع كلامه سوى أن صاح على طريقة المسلسلات التاريخية قائلا: «ويحك يا هذا لقد أظهرت لها من عيوبي ما كان خافيا»، ولقد قفز السحيمي للتدليل على رأيه في عدم جدية اعتذار مجنون مي إلى زمن مجنون ليلى، مارا على ديار العامرية:

أمر على الديار ديار ليلى

أقبل ذا الجدار وذا الجدارا

ولم أكن أظن حبيبنا السحيمي قاسي القلب، صارم الأحكام، فيحرض مي على زوجها العاشق الولهان، وهو الساخر الرقيق الذي خرج عن «نسق» سخريته، واستل خناجر كفه لقطع حبال العفو بين مي ومجنونها، حتى أنني لأخال مجنون مي يدعو على السحيمي في غسق الدجى مرددا ذلك الموّال المعتّق: «يبليك ربي مثلما أبليتني».

وعقابا للسحيمي وردعا لأمثاله فإن ثمة من يعد العدّة لإطلاق حملة في «فيسبوك» شعارها «عودي يا مي، وما عليك من السحيمي»، وسيزود خلال هذه الحملة المكثفة مجنون مي بأعذب أبيات الاستعطاف، كتلك التي كتبها أحمد رامي، الشاعر الذي تلذذ بعذاباته:

«عزة جمالك فين من غير ذليل يهواك

وتجيب خضوعي منين ولهفتي في هواك»

وحتما سترد مي ذات يوم: «إنّي ألف أهواه».

ولا عزاء لكاتبنا الجميل السحيمي.