السعودية الملاذ و«العدو»!

TT

يا سبحان الله.. يفعل أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» كل ما بوسعه من أجل محاربة المملكة العربية السعودية، وأمنها واستقرارها، وعندما تقرر ابنته الفرار والبحث عن ملاذ آمن تذهب إلى السعودية أيضاً. هذه هي المفاجأة في قصة أبناء بن لادن الذين تأكد وجودهم بإيران في القصة التي كشفها بالأمس زميلنا بالصحيفة محمد الشافعي.

فطوال الثماني سنوات الماضية كانت التقارير تشير إلى وجود أبناء زعيم «القاعدة»، وغيرهم، في إيران، وكان هناك نفي، وتشكيك، حتى جاءت المفاجأة بأن أبناء بن لادن الستة، وزوجته، بالفعل موجودون في طهران، وتحت الإقامة الجبرية، بل ولا يرون النور إلا كل 6 أشهر، ويبدو أن تمسك إيران بهم، ووضعهم تحت الإقامة الجبرية يأتي بدافع إبعاد «القاعدة» عن العمل ضد المصالح الإيرانية، سواء في إيران أو خارجها، وهذا الأمر يلاحظه المتابع لجميع نشاطات «القاعدة» الإرهابية منذ اندلاع أعمال العنف التي تبنتها سواء في الغرب، أو العالم الإسلامي والعربي، وبالطبع في السعودية. وبالطبع، وكما يقال، فاحتمال أن ما خفي كان أعظم، فلا أحد يعلم تحديداً عن هوية آخرين موجودين في إيران، التي تلعب بكل الأوراق المشروعة وغير المشروعة لتنفيذ أهدافها.

ولذا نقول يا سبحان الله، فبينما تقف السعودية على قدم وساق وبكل قدراتها لمحاربة الإرهاب، ومكافحة هذا الفكر الضال، بالرجال والسلاح، وبينما يفر أسامة بن لادن في الأودية والجبال، محارباً السعودية بكل ما أوتي من حيل، وأساليب، تقرر ابنته في لحظة ضاقت بها الدنيا أن تلجأ إلى السفارة السعودية في طهران بحثاً عن الأمان، والحماية. نهاية لا تشبه إلا نهاية الأفلام الدرامية، بل وأقرب إلى الخيال، ولكن كلنا نعرف أنه وفق الفطرة، وكذلك ثقافتنا العربية، فإن الفتاة، وإن ضاقت بها الدنيا، فإنها في النهاية تعرف الملجأ، أي تعرف أين تذهب، ولمن، وبالتالي فإن ابنة أسامة بن لادن قررت اللجوء إلى الحضن الأم، وهو الوطن.

وبالطبع فإن أبناء بن لادن، وخصوصاً الأبرياء منهم، لا ذنب لهم، ولا يؤخذون بوزر والدهم، وليس المجال هنا مجال تشمت، والعياذ بالله، ولكن في هذا الأمر درساً لكل من يتعظ، سواء المبررون، أو المحرضون، أو الفاعلون، في الإرهاب؛ فالدولة التي يكفرها بن لادن ومعاونوه، ويحرض عليها، تلجأ لها ابنته، وهذا ليس كل شيء، فإن ذوي الفتاة المسكينة يلجأون أيضا إلى الأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، بحثاً عن حمايتها من يد إيران، ومن أجل إعادة لم شمل الأبناء والبنات، وهي المنظمات التي كفرها بن لادن، وحرض ضدها!

بالطبع فإن قصة أبناء بن لادن في طهران ليست القصة الوحيدة المؤثرة، أو المعبرة، على مدى 8 سنوات في الصراع مع الإرهاب في كل العالم، سواء من ماتوا حرقاً، أو غرقاً، أو سقطوا من قمم المباني، أو ذهبوا ضحايا لتفجير الطائرات، فهناك قصص مأساوية كثيرة تدمي القلب، لكنها الأكثر وضوحاً في قصة رجل يحارب وطناً، وعندما أراد أبناؤه الحماية والأمن والسلامة لجأوا له!

[email protected]