عجائب النحل والعناكب!

TT

أحب أن أتأمل النحل والعناكب. أما النحل فحشرة أما العناكب فليست حشرة. لأنها بلا أجنحة ولأن لها ثماني سيقان بدلا من ست وليست لها قرون استشعار. ومملكة النحل مصنع عجيب. النحل الذي يفرز رحيق العسل لا هو ذكر ولا هو أنثى. وفي الخلية كثير من الذكور تأكل وتشرب في انتظار مهمتها الوحيدة. وبعدها تموت بالمئات وبالألوف.. لكن لا بد أن تموت. فالخلية بها أنثى واحدة. هي أم الخلية. أو هي الملكة. وهذه الملكة تبيض كل يوم ثلاثة آلاف بيضة..

ومهمة النحل الشغال: خدمة الملكة. والملكة لها رحلة تسمى (رحلة شهر العسل) وهي لا تستغرق شهرا. وإنما ساعات تخرج الملكة ووراءها كل ذكور الخلية وتطير إلى أعلى وتطير ووراءها الذكور تتساقط من الإعياء أو تموت أو تعود إلى الوقوف على باب الخلية. ولا يبقى من الذكور إلا أقواها. والأقوى هو الذي يلقح الملكة وهذا هو الانتخاب الطبيعي - فالبقاء للأقوى.

وإذا عادت الملكة انسدت الأبواب كلها في وجه الذكور حتى تموت جميعا، فقد كانت لهم مهمة. وانتهت.

والنحل الشغال يلدغ حتى الموت - موته هو. وليس موت أحد. بل إن الأطباء ينصحون بالتداوي بسم النحل ضد الروماتيزم وأوجاع أخرى. ولكن النحل الشغال إذا أدخل الإبرة السامة في جسم أي إنسان فإنه لا يستطيع أن يسحبها. وإذا حاول خرجت معها كل أحشائه ومات..

أما العناكب فمتعتي. بعض العناكب عضو الذكر يجيء في نهاية إحدى سيقانها. وأثناء العملية الجنسية من الممكن أن تقطع الأنثى رقبته.. ومع ذلك يستمر في العملية الجنسية. وبعد أن يفرغ منها تكون قد امتصته حتى يجف تماما. ويموت.. ثم تفرز الأنثى عليه مادة كاوية تجعله يتحلل.. والأنثى تفعل ذلك ما بين عشرين و25 مرة كل يوم.. حتى يتجمع ركام كثير من ضحاياها.. وفوق هذه الجثث تبيض الأنثى. فإذا فقس أولادها وجدوا ما يأكلونه: آباءهم. سلوك غريب. ولكن إذا نقلنا هذا السلوك إلى الإنسان لوجدنا أن الأم مستعدة أن تجعل زوجها طعاما لأولادها.. أي تختصر واحدا.. ثم أن دور الرجل متواضع جدا. أما الدور الأكبر فللأم. ولسبب لا نعرفه لم تجد الزوجة نفسها مضطرة إلى أن تأكل زوجها!