عندما قابلت دراكولا مصاص الدماء وجها لوجه!

TT

تخيل نفسك وجها لوجه مع دراكولا.. الأب الكبير لمصاصي الدماء في العالم الذي كثيرا ما جلسنا مرتعدين يقتلنا الخوف كلما ظهر أمامنا على الشاشة الفضية يمتص دماء الناس ويدخل القبور ويخرج من التابوت بعد دفنه!

نعم قابلت دراكولا وهو الفنان الإنجليزي الشهير كريستوفر لي.. الذي خلد شخصية دراكولا.. كان اللقاء في بيت صديقي حاتم سيف النصر سفير مصر لدى إنجلترا، وذلك على حفل عشاء دعا إليه هو والسيدة حرمه كوكبة رائعة من نجوم المجتمع الإنجليزي سواء في الفن والسياسة والآثار.. وصل عددهم إلى نحو ثلاثين شخصية مرموقة، وكانت المفاجأة التي لم أتوقعها وسعدت لها.. هي دخول الفنان «كريستوفر لي» مقر السفارة المصرية، وهو يشبه القلاع والحصون الإنجليزية التي كان يعيش فيها مصاص الدماء دراكولا؛ ولذلك تخيلته وهو يمثل فيلمه الأول الذي عرض عام 1958 باسم «دراكولا». دخل كريستوفر لي وهو يتكأ على عصا، ورغم أنه ولد في لندن في يوم 27 مايو 1922، فإنه ما زال يحمل صفات الشباب.. وقد داعبت زوجته بسؤالي لها: «كيف استطعتِ أن تعيشي طوال هذه السنوات مع دراكولا خاصة أنه من برج الجوزاء؟».. وأضفت ممازحا بأنني من أصحاب هذا البرج ويتهمنا الناس بأننا ذوو شخصيتين، ورغم ذلك فلنا صفات طيبة منها المرح وحب الناس..؟

ابتسمت هي في سعادة ولم تجب..

جاءت جلستي بجوار كريستوفر لي وكانت بالنسبة لي فرصة للتعرف على شخصية هذا الممثل العبقري الذي التحق بجامعة ولينغتون، وبعدها خدم بالقوات الجوية خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها اتجه إلى التمثيل وكان من نصيبه عشرة أفلام خلد فيها شخصية دراكولا.. وكانت باكورة أفلام الرعب في ذلك الوقت، التي كانت سببا في ظهور نوع خاص من الأدب يتناول حياة مصاصي الدماء والمتذئبين.. يعنى الذين يتحولون في الأفلام إلى ذئاب عندما يكتمل القمر في السماء! وكان آخر أفلام دراكولا فيلم «دراكولا A.D» الذي عرض عام 1973، وآخر فرنسي عرض عام 1976. أما الأفلام الجميلة التي يعتز بها كريستوفر لي فهي أفلام «Lord of the Ring سيد الخاتم»، التي قام فيها بدور شهير، بالإضافة إلى فيلم «حرب النجوم 2002».. وهو من عشاق الآثار، وأخبرني أنه يحرص على متابعة كل الأفلام الوثائقية التي عرضت عن مصر وظهرت بها سواء على القنوات الأميركية أو الإنجليزية، بل حدثني عن عشقه الخاص للمومياوات، وقلت له ضاحكا: يبدو أن فيلم «المومياء» الذي مثلته عام 1959 هو الذي شجعك على حب الفراعنة؟ أومأ برأسه موافقا.. وتحدثنا كثيرا عن عمر الشريف وقلت له: «إنه من أعز أصدقائي، وعندما يكون في القاهرة لا نفترق، وإن عمر يحمل البريق نفسه الذي أجده دائما في عيون النجوم من أمثالك، وهو بريق النجومية». بعدها قص لي حكاية الفيلم الذي مثله مع عمر عام 1995 وهو فيلم «The Rainbow Thief» (لص قوس قزح).. وقد مثل كريستوفر لي دور العم رودلف، وعمر دور ديما..

تلك هي قصة لقائي مع دراكولا - مصاص الدماء - والحديث الجميل الذي جمعنا، وقد دعوته لزيارة مصر وقلت له رغم إنك زرت مصر مئات المرات، فإن هذه الزيارة سوف تكون مختلفة لأننا سنقوم باصطحابك للتعرف على أحدث الاكتشافات الأثرية.. وستزور أماكن ساحرة للأسف ليست موضوعة على خريطة السياحة بعد..

وبعد أن انتهى العشاء توجهت إلى غرفتي بالفندق الذي أقيم به وعادت لي مرة أخرى الأحلام المفزعة وأنا أرى دراكولا يدخل المقبرة المظلمة بملابسه السوداء وعينيه المخيفتين.. ويخرج بين الأكفان من تابوته المحطم!

هل تريدون أن تقابلوا دراكولا.. موعدنا قريبا في القاهرة هذه المرة..!