من أحداث الأسبوع

TT

* ورد خبر عابر في الاسبوع الماضي عن استقالة المراسل الصحافي سام كابلي من عمله في صحيفة «التايمس» اللندنية. سيقول القارئ، ومع السلامة واللّه يوفقه، ولكن لماذا تستفتح علينا بهذا الخبر وتعتبره حدثاً جديراً بالذكر من احداث الأسبوع، ولنا نحن العرب؟ الجدير بأمر هذا الصحافي واستقالته، هو انه كان مراسلاً لصحيفته الكبرى، «التايمس» اللندنية، في القدس. وكلما بعث بتقرير لجريدته عما يقوم به الاسرائيليون ضد العرب، رمى المحرر بتقريره في سلة المهملات. اخيراً نفد صبر هذا الرجل ولم يطق مواصلة عمله فقدم استقالته للجريدة.

انه شيء جدير بالذكر. ولكن الأجدر بالذكر، هو كيف مر هذا الخبر، صحافي ممتهن له مكانته في دنيا الصحافة، يقدم استقالته بسبب قمع رأيه وتفكيره في دولة تدعي حرية الرأي وتطالبنا به، دون ان تحدث استقالته اي ضجة بين الصحافيين، ودون ان يتقدم اي شخص للاحتجاج عليها.

* هذه أظرف طريقة للسرقة. وهي طريقة لطيفة تتطلب التشجيع، على الأقل مني كرجل يؤمن باللاعنف. دفع لص بكتاب «علم نفسك التنويم المغناطيسي» لمسافر في القطار. انغمر المسافر بقراءته واتباع ما فيه من تعليمات. وبالفعل ما هي الا دقائق الا واستغرق المسافر في نومة مغناطيسية عميقة. وعندما استفاق منها بعد دقائق. لم يجد اي شيء من امتعته معه، ولا أي اثر للرجل الذي اعطاه الكتاب.

* المفروض في كهنة الكنائس المسيحية ان يكونوا اكثر الناس ميلاً للوداعة والسلام، وان يقابلهم الجمهور بمثل ذلك. بيد أن تقريراً صدر من الكنيسة الانكليكانية (الانجليزية) يظهر ان القساوسة هم اكثر الناس تعرضاً للعنف والاعتداء. تعرض 75% منهم في السنة الماضية إلى الاهانة والهجوم العنفي مما ادى إلى مقتل اثنين منهم. يظهر ان الجمهور في بلادهم يعتبر الكاهن وكيلاً على الأرض عن السماء. وعندما لا يتحقق دعاء المواطن يذهب ليأخذ حقه من الكاهن... بالضرب.

* عندما اصيب السيد محمد ياسين في بروناي بجلطة افقدته وعيه بصورة دائمة، قصدت احدى المشعوذات اسرته وعرضت عليها اعادة الوعي اليه مقابل اجرة شهرية، شريطة الا يدخلوا اليه حتى يتم شفاؤه. بعد ان تأخر هذا الشفاء لثلاث سنوات، فقدت الاسرة صبرها فدخلوا عليه فإذا به جثة هامدة قامت بتحنيطها والمحافظة عليها محنطة تلك الساحرة المشعوذة. وهو أمر يثير في النفس هذا التساؤل، هل كان ما قبضته من العائلة يوازي ما انفقته على التحنيط والوقت الذي ضيعته في المجيء إلى الجثة كل يوم للتظاهر بمعالجتها، يظهر ان للكسب الحرام مذاقه ونكهته، والا فكيف أفسر سلوك هؤلاء الشبان الذين يسهرون الليالي في البرد القارس ليسلبوا عابر سبيل ليحصلوا منه في اكثر الاحيان على ما لا يتجاوز العشرة اوالعشرين باونداً. كان بامكانهم ان يكسبوا اكثر من ذلك لو اشتغلوا في غسل الصحون في احد المطاعم ولكن كما أقول يظهر ان للفلوس الحرام نكهتها التي لا توجد في الفلوس الحلال.