سلطان الطرب من زمان!

TT

هل لأنني حفظت هذه الأغنية في مرحلة الطفولة. كنت أغنيها وأرددها كأنه لا يوجد سواها. هل كانت بساطة الأغنية لحنا وكلاما وأداء هو الذي جعلها مقياسا لقدرة أي إنسان على الأداء! لا أعرف بالضبط. ولكن كانت أغنية «أنا هويت» لسيد درويش هي جواز الدخول في عالمي. فكنت أستضيف المطربين الشبان - معظم مشاهير اليوم - وقد غنوا لي في المكتب أو في البيت. فايزة أحمد كانت تغني لي في التليفون. وما من مطرب شاب إلا طلبت منه أن يسمعني صوته وقدرته وهو يؤدي أغنية أنا هويت. وقد نجح كثيرون. حتى عندما قدم المخرج المصري الكبير حسين الإمام فيلم «بمبه كشر» أنا اقترحت عليه أن تغني سعاد محمد «أنا هويت» وكان أداؤها جميلا..

وأغنية «أنا هويت» هي من أسعد الأغنيات حظا في تاريخ الغناء العربي. غناها عبد الوهاب على العود وغناها السنباطي على العود. والمقارنة بين السنباطي وعبد الوهاب رائعة.. فعبد الوهاب كان مهندسا رشيق الأداء. والسنباطي كان رساما زخرفيا.. ثم إسماعيل شبانة أخو عبد الحليم حافظ. وغنتها فرقة أم كلثوم وغنتها فرقة الموسيقى العربية.. وغناها الرسام الكبير حسين بيكار. وكاتب هذه السطور قد غناها في الحفلات المدرسية.. ومما أذكره وأضحك الآن أنني كنت أغنيها لزملائي في المدرسة. أنا في البلكونة وهم على الآرائك ينظرون. لماذا؟ ما المعني؟ ممن تعلمت ذلك؟ أو لماذا كانوا يقبلون هذا الشكل الذي لا رأيته ولا عرفت به من قبل؟

حكيت لبعد الوهاب فقال ضاحكا ساخرا: إذن أنت سلطان الطرب من زمان. هاها.. هاها..