لأسباب صحافية فقط!

TT

علاقتي بالملك فاروق غريبة. علاقة صحافية فقط. طبعا أنا لم أر الملك فاروق إلا عندما أعطاني صورته وعليها إمضاؤه، فقد جاء ترتيبي الأول في ليسانس الفلسفة. وبس.

ولكن بداية حياتي الصحافية كنت أعمل في أكثر من صحيفة ومجلة في وقت واحد. فكنت أعمل في مجلة «روزاليوسف» سنة 1950 بمكافأة شهرية 12 جنيها.. وبسبب الملك فاروق أصبحت 16 جنيها. وكان ذلك حدثا كبيرا. إذ كيف استطعت أن أقنع السيدة روزاليوسف بزيادة مكافأتي. حتى إن الشاعر الغنائي عبد المنعم السباعي، مؤلف أغنية «أنا والعذاب وهواك» التي غناها عبد الوهاب، وقف على مكتبه يرقص طربا عندما رأته السيدة روزاليوسف وشتمته. فكان رده: يا ست ده شيء لم يحصل من قبل!

وفى ذلك الوقت كانت لي صديقة إسبانية تعيش في باريس. وكانت ترسل قصاصات الصحف الفرنسية والإسبانية التي تتحدث عن الملك فاروق في مصيف دوفيل وعن الراقصة سامية جمال، وكنت أنا الذي أطلقت عليها لقب «راقصة مصر الرسمية». وقد غضبت منى فيما بعد. وبسبب أخبار الملك فاروق قفزت مكافأتي إلى هذه الأرقام الفلكية!

وكنت أنشر هذه الأخبار المثيرة بتوقيع «سيلفانا ماريللي» وهو اسمي المستعار. وهذا الاسم ظهر في كل الكتب عن ثورة يوليو. وكانت هذه الأخبار دليلا على حرية الصحافة في ذلك الوقت..

ولا أعرف إن كان هذا هو السبب في صداقتي الحميمة بالملكة فريدة وبناتها.. وقد دافعت كثيرا عن الملك فاروق الذي لا يضر ولا ينفع. وحاولت مع الملكة فريدة تكذيب أكثر ما قالته الصحف المصرية عنه.. فالعلاقة كما ترى صحافية بحتة. ولم تكن كذلك مع ولده وبناته وزوجته الأولى!