من هي التي تستطيع أن تقودني؟!

TT

أهنئكم بالعام الجديد، متمنيا لأقدامكم سرعة الحركة للأمام لا للخلف.

***

إخواننا أهل مصر (يفهمونها وهي طايرة) - مثلما يقولون - وهم من أكثر الشعوب العربية في سرعة البديهة من ناحية (التنكيت).

وبعكسهم تماما أهل الجزيرة العربية - خصوصا أهل البادية - وليس معنى ذلك أنهم لا يحسنون فن الدعابة، لا أبدا، ولكن لهم طريقتهم الخاصة التي لا يستسيغها أحد سواهم.

والذي دعاني إلى مثل هذا الكلام هو ما وقفت عليه قبل أيام في أحد المجالس، حيث كان حاضرا ومشاركا أحد الإخوة المصريين، وهو رجل على قدر كبير من خفة (الطينة) - أي الدم - وأخذ يستعرض ويتحفنا (بقفشاته) التي لم أذكر منها إلا هذه الشطحات عندما قال:

- راجل مجنون (عقل)، طلّق مراته.

- سمكري (عامل أدوات صحية) راح فرح ينقط، ركّبوا له جلده.

- كهربائي، مراته حامل، جابوا لها مولّد.

طبعا هو كلما قال (قفشة) أخذ يضحك عليها بملء فمه، وكان يجلس بجانبي رجل من أهل البادية، وكان طوال الوقت جامدا كالصخرة الصماء، ولم أنتبه إلا بعد أن لكزني وهو يتساءل بتعجب: وش يقول هذا الخبل؟! قلت له: ينكت. فسألني سؤالا (أنيَل) من سؤاله الأول: يعني وشو ينكت؟! قلت له: يعني اضحك وأنت ساكت، فما كان منه إلا أن اتكأ على (المسند) ثم أخذ شماغه ولواه على أنفه وفمه - أي (تلطم).

***

لا شك أن (الأعرج) الذي يسير في الطريق المستقيم الصحيح، يسبق الأهوج المتعجل الذي (يلف ويدور) ويحيد عنه، وهذه حقيقة لا تحتاج إلى برهان، وإنني بكلامي هذا أشبه ما أكون بالذي يفسر الماء بعد الجهد بالماء.

***

هل صحيح أن فن المحادثة الحقيقي: ليس أن تقول الشيء الصواب في الوقت الصواب فقط، ولكنه أيضا أن تمتنع عن قول الشيء الخطأ في اللحظة التي تشعر فيها بإغراء لذلك؟!

أعتقد أنه صحيح (100%)، وما أكثر ما انسقت أنا شخصيا إلى تلك (الإغراءات) ولم أتعلم، وأعاهدكم أنني لن أتعلم، (واللي عقد روس الحبال يحلّها).

***

أعجبتني سكرتيرة حسناء عندما كانت تتكلم وهي تلوك (العلكة) بين أسنانها التي تشبه أسنان الأرنب عندما قالت - لا فض الله فاها -: إنني أحب وظيفتي إلى درجة العبادة، أما الشيء الذي أكرهه فهو العمل فقط لا غير.

عندما سمعتها تقول ذلك فكرت جدّيا أن أشد على عضدها - أقصد يدها - ولكنني للأسف خفت ولم أفعل.

***

أظن - والله أعلم - أن أكثر النساء بلاهة تستطيع أن تقود رجلا ذكيا، ولكن عليها أن تكون على قدر من البراعة لكي تقود رجلا أبله – كحالاتي - ولا فخر.

[email protected]