كيف تخطط للعام الجديد؟

TT

عندما سئل خريجو جامعة هارفارد العريقة عام 1979م: «هل لديكم هدف واضح مكتوب تودون تحقيقه في المستقبل؟ وهل وضعتم خططا تسعون إلى تطبيقها؟»، كانت النتيجة أن 3 في المائة فقط هم الذين وضعوا أهدافا مكتوبة وخططا يودون تحقيقها! والمفارقة هي أن 84 في المائة لم تكن لديهم أهداف قط! أما الـ13 في المائة المتبقية فكانت لديهم أهداف ولكنهم لم يكتبوها على الورق.1

وبعد عشر سنوات سأل الباحثون الخريجين الذين كانت لديهم أهداف ولكنها غير مدونة (13%)، فوجدوا أن دخولهم بلغت ما معدله ضعف غالبية زملائهم الـ84 في المائة الذين لم تكن لديهم أهداف أصلا. وكانت المفاجئة الأخرى أن الـ3 في المائة من الخريجين الذين كتبوا أهدافا وخططا قد بلغ معدل دخولهم أكثر من عشرة أضعاف خريجي الدفعة برمتها (97%)!

ليس هذا فحسب، بل إن دراسات أخرى تؤكد أن 3 في المائة فقط من الناس عموما لديهم أهداف وخطط واضحة ومكتوبة. وهو أمر واقعي حيث نشاهد أن المتميزين في الحياة من حولنا قلة قليلة.

ولمن يرغب في تحقيق إنجازات أو أهداف مهمة بالنسبة إليه، لا بد أن تكون أهدافه مكتوبة و«ذكية Smart». وهنا مربط الفرس، حيث إن هذا الهدف «الذكي» هو ما يشتمل على الحروف الخمسة للكلمة بالإنجليزية، وهو أن يكون: «محددا، وقابلا للقياس، ويمكن تحقيقه، وذا علاقة بالأهداف الرئيسية في الحياة، وذا مدة زمنية». على سبيل المثال، توفير مبلغ 1000 دولار شهريا لمدة سنة، أو قراءة كتاب واحد في الشهر، أو حضور 3 دورات تدريبية العام المقبل، أو زيارة مريض واحد على الأقل شهريا، أو بر الوالدين يوميا، أو تقديم مشروع واحد مهم جدا بالنسبة لمديري المباشر بصورة شهرية. ومن الأهداف الذكية في العمل أيضا، تحقيق أرباح بنسبة 20% خلال العام المقبل، أو تخفيض المصاريف بنسبة 10% للمدة نفسها وهكذا.

الحديث عن تحديد الأهداف أمر مهم ومتشعب لا يمكن حصره في مقال، ولذا ننصح المهتمين بالاستزادة من خلال الاطلاع على من كتبوا في هذا الجانب، كأمثال الكاتب الشهير ستيفن كوفي، وتحديدا كتابه الذي غير مجرى حياتي وهو «First Things First» أو «ترتيب الأولويات». وقد أبدع د. طارق السويدان في ألبومه السمعي «رتب حياتك» في تقديم الكتاب المذكور للمستمع العربي.

وعودا على بدء، بعد وضع الأهداف يتعين على صاحبها متابعة تحقيقها دوريا، حيث يكون ليومه أو أسبوعه نصيب من كل هدف بحسب الأولوية والأهمية التي يجدها مناسبة، حتى يصل إلى مراده. وفي نهاية العام يمكن مراجعة ما تم تحقيقه من أهداف في العام الماضي، فإذا أنجزت 80 في المائة فما فوق يمكنك أن تكافئ نفسك بشراء هدية قيمة أو قضاء رحلة سياحية ممتعة في ربوع بلد تحبه.

تدوين الأهداف بذكاء وواقعية تناسب أوقاتنا وأهدافنا الحياتية العامة، يولد لدينا شعورا بالراحة طوال العام، لأننا نتقدم تدريجيا باتجاه تحقيق أهدافنا المرجوة.

وعليه، فليكن العام الجديد بداية لتدوين أهدافك التي لطالما رغبت في تحقيقها.

[email protected]