لا أحب شرب الحليب.. ولا أكل «الكيك»

TT

يقول الأستاذ عبد الله بن بخيت: «الأخبار في العالم إما أنها تغطي العالم الإسلامي، وإما أنها تغطي مشاكل العالم مع العالم الإسلامي».

«عز الله» إنه ما كذب، وصح لسانه.

* *

لي صديق محتار ومشغول بابنه ذي الستة أعوام، فتصرفاته وإجاباته وردود فعله غير متوقعة وتختلف عن أقرانه، وقد زرتهم يوما وسألت ذلك الطفل كنوع من المجاملة قائلا له: ماذا تريد أن «تطلع»؟! وإذا به يجيبني بسرعة قائلا: أريد أن أطلع للشارع.

فضحكت من جوابه، عندها صرفه والده ثم قال لي: لا تضحك من جوابه فهو دائما يفشلني، ورده عليك يهون عما فعله في المدرسة قبل أيام. فسألته: ماذا فعل؟!

قال: اتصل بي قبل أيام معلم فصله تليفونيا وقال لي وهو يضحك مثلك: لقد وزعت أوراقا بيضاء على التلاميذ وطلبت من كل واحد منهم أن يرسم الشخصية التي يتمنى أن يصل إليها، فأخذوا يرسمون الشخصيات التي يتمنونها بشخبطاتهم البدائية، وعندما انتهوا بدأت أسحب الأوراق منهم، ووجدت هناك من رسم جنديا، أو طيارا، أو فلاحا، أو رجلا مفتول العضلات، أو رجلا وضع على رأسه تاجا، وعندما وصلت إلى ابنك وسحبت ورقته وإذا بها بيضاء تماما، فسألته: لماذا لم ترسم ما تتمناه يا ابني؟! فقال لي دون أدنى خجل: إنني أريد أن أتزوج ولا أعرف كيف أرسم ذلك.

الواقع أنني عندما سمعت كلام ذلك الصديق عن ابنه لم أملك إلا أن أقول له: الله يعينك عليه، ثم أوردت له المثل القائل: هذا وهو بلح، وشلون لو طرح؟!

* *

هل صحيح أن بعض النساء يفعلن بأنفسهن في سبيل المظهر أفعالا لو فعلها تجار السيارات المستعملة لألقي بهم في السجن؟!

لا أدري، أترك لكم الحكم.

* *

سمعت مجادلة «حامية الوطيس» مثلما يقولون، بين شيخين جليلين على إحدى القنوات الفضائية.

قال الشيخ الأول: إذا «حلبت» المرأة نفسها سبع رضعات وعملت منها «كيكة»، فأكلها إنسان عندها فإنه يحرم عليه ما يحرم على الرضاعة من النسب.

فرد عليه الشيخ الآخر محتجا: ليس هذا هو الظاهر اللغوي، لأن الرضاعة في لغة العرب هي: مص الثدي بفم، وما ذكرته لا يعد رضاعا، وإنما هو أكل.

عندما سمعت ذلك الحوار الشيق «لويت بوزي»، وقلت بيني وبين نفسي: الحمد لله أنني لا أحب شرب الحليب ولا أكل الكيك.

[email protected]