المسامير هي الحل!

TT

أنا من قبيلة كبرى يزداد عددها مع الأيام. لا لكثرة الزواج بيننا. وربما لانعدامه. وقد بدأت عبارتي بكلمة «أنا» ولا يضايقني ذلك لأنني أتحدث باسم عشرات الملايين يتقدمنا على حصانه الأبيض: نابليون.

هذه القبيلة اسمها (قبيلة لا أنام).. إنها مشكلتنا وسوف تكون مشكلتك طال العمر أو قصر. ونحن - أبناء هذه القبيلة - لجأنا إلى كل الوسائل التي تجعلنا نغمض عيوننا كبقية خلق الله من الناس والكلاب وننام. حاولنا بالذوق.. بالقوة.. بالعقاقير.. بالأغاني .. بالنوم في اتجاه القطب الشمالي.. بعيدا عن أي مجال مغناطيسي تحدثه أجهزة التكييف والتلفزيون والمحمول.. وبعضنا يأخذ حماما ساخنا قبل النوم.. وبعضنا بالرياضة المرهقة وأكثرنا بالعشاء وفي ساعات متأخرة.. لتمتلئ المعدة والباقي تقوم به الأعصاب.

وعلقنا آيات قرآنية في رقابنا - وهى إحدي نصائح بلدياتي وصديقي الشيخ متولي الشعراوي.. وبعضنا جعل المخدات من ريش النعام.. أما الحبوب فهات ورقة وقلما وسوف أملي عليك الأسماء السويسرية والفرنسية والإيطالية.. وإذا كنت في حاجة إلى أن تتفرج على بعض مخلوقات الله وهم ينامون لمجرد الاقتراب من المخدة فسوف أعطيك عناوينهم حول الأرض. أما والدي يرحمه الله فكان يقول لي: عدّ من واحد لعشرة وسوف تجدني نمت بعد أربعة أو خمسة!

ولم يورثني هذه النعمة الكبرى.. وإنما ورثت كل ما هو مصدر شقائي وتعاستي: أن أقرأ..

أخيرا لم يبقَ إلا هذا. أما هذا فرجل هندي نصف عريان وقد ظهرت عليه كل علامات الارتياح والاستغراق في النوم تماما. أما المرتبة التي تمدد عليها فهي من المسامير الحادة. وله نظرية. أن هناك نقطا عصبية في الجسم الإنساني اضغط عليها بمسمار أو أية أداة حادة فسوف تنام بعد دقائق.. وكلما زاد عدد المسامير تحت ظهرك أو جنبك كان دخولك في عالم النوم سريعا بعيدا عن خيام «قبيلة لا أنام».. وإن كان عندك صبر انتظرني وسوف أقول لك.. يا رب احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي: كيف تنام بعمق!