الرياض القاهرة دمشق.. هل يعود المثلث؟

TT

وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى العاصمة السعودية الرياض يوم أمس، وهي الزيارة الثالثة للرئيس السوري للسعودية في غضون أشهر، وبالطبع فإن الزيارة مؤشر على أن العلاقات بين البلدين في تعافٍ مستمر.

الجديد، والمهم، في هذه الزيارة هو التوقعات التي أطلقها «دبلوماسيون عرب» في دمشق بأن القمة السعودية - السورية قد تتطور وتصبح قمة ثلاثية تضم كلا من السعودية ومصر وسورية، وفي حال تم ذلك، فإنه سيكون أمراً جيداً، بل وحدثاً سعيداً قد يعني بداية عودة المثلث العربي المهم، الرياض - القاهرة - دمشق.

هناك من يرى أن مقياس تحسن العلاقات السعودية - السورية هو الوضع اللبناني، أو العلاقة مع إيران، وهناك من يرى أن مقياس تحسن العلاقات المصرية - السورية هو إنجاز المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، وقناعتي أن كل ذلك غير مهم، مقابل أمر آخر يتهدد الدول العربية الثلاث، حيث إن هناك تحدياً آخر مسكوتاً عنه يتهدد الدول العربية، عموماً، والدول العربية الثلاث، موضع المقال، بشكل خاص. وهذا التحدي هو تهديد الجماعات لمفهوم، وكيان، الدولة العربية، سواء كانت جماعات دينية، أو إرهابية، أو مسلحة؛ فهناك حزب الله في لبنان، الذي بات يمثل قوة عسكرية تفوق قوة الجيش اللبناني، وبلغ فيه الغرور إلى حد أن زعيم حزب الله بات يقول ما على مصر أن تفعله، وما لا تفعله، بل ووصل به الأمر إلى تحريك خلاياه في مصر، التي تبذل جهداً من أجل القضية الفلسطينية، بينما تحاول حركة حماس، من ناحية أخرى، التعريض بأمن مصر، وابتزازها إعلامياً.

بينما نجد أنه وفي الوقت الذي تواجه فيه السعودية بكل اقتدار إرهاب تنظيم القاعدة، وتسعى بكل فاعلية للم الشمل العربي، وتوحيد الصفوف، تفتح لها جبهة من خلال حدودها الجنوبية مع الحوثيين، بهدف إشغال الرياض، وتأليب الداخل اليمني ضدها، ناهيك عن المماحكات الإعلامية التي تطلق من حكومة العراق ضد السعودية من وقت لآخر.

أما بالنسبة للسوريين، فأهل مكة أدرى بشعابها، كما يقال؛ فالسوريون شهدوا حالات اغتيال حساسة، وعمليات إرهابية، في السنوات الأخيرة، غير مسبوقة في دولة يعد الأمن فيها الهاجس الأول، وهذا أمر خطير، والسوريون أدرى الناس بما دار، ويدور، في أراضيهم، ومن يقف خلف ذلك، ولا يعفى السوريون من كل ما حدث لديهم، لكن ما يهمنا اليوم هو سلامة دولنا العربية، أكثر من اللوم، أو نبش الماضي، القريب أو البعيد.

ولذا، فبمقدار ما أن زيارة الرئيس الأسد للرياض خــــبر سار، خصوصــــــاً أن زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى دمشـــــق لم يمض عليها وقت بعيــــــد، فإن تتويجها بقمــــــة ثلاثيــــــة تجمع المثلث العربي الســـــعودي - السوري - المصــــــري سيكون الخبر الأكثـــــر أهمية، لأنه سيكون دليلا على أن الدول العربية، المذكورة، تعي خطورة ما يحاك ضدها من مخاطر، وتعي أهمية تغليب المصالح على كل أمر آخر.

[email protected]