الحل الوحيد

TT

أعتقد أن البشرية منقسمة إلى قسمين: واحد هاجسه الجوع، وآخر هاجسه السمنة. وجزء كبير من شعوبنا يعيش، والحمد لله، في هاجس تخفيف الوزن. ولا أعتقد أن هناك دكتاتورية، أو شمولية، أكثر من دكتاتورية خفض الوزن. التلفزيونات، والإذاعات، والصحف، والكتب، والصيدليات، والإعلانات، تحاصرنا كل يوم بالنصائح، والمنتجات، والوصفات التي يمكن أن تساعدنا على التخلص من البطون الغلط، والزوائد التي تسبب السكري، وضغط الدم، واللهاث، والشخير، وسائر أشكال الأذى والضرر.

ولم أقرأ مرة عن نظام حمية إلا وقرأت عن أضراره فيما بعد. وسمعت عن دواء يساعد على تخفيف الطعام، وسد الشهية، ثم قال لي الصيدلي إن الدواء سحب من الأسواق لأنه يسبب، حفظك الله، الجنون. أي أن الثمن لفقدان خمسة كيلوغرامات، هو فقدان العقل.

وتقترح حميات أخرى، أنواعا من المأكولات، إذا تناولتها، باستمرار، خسرت خمسة كيلوغرامات في ستة أشهر. وتتوافر هذه الأنواع غالبا في سوق الخضار الصينية في لندن، وبقالات نيودلهي والمصحات الطبية في سويسرا. وتشبه هذه الحميات كتب العلاج بالأعشاب، فإذا أصبت بالزكام جرب الملفوف، مع ورق الخس الروماني، وشيء من عطر خشب الصندل المركز، شرط أن يكون وارد سريلانكا. النوع الهندي لا يفيد إلا إذا تم خلطه بمسحوق قشر الصنوبر، وارد جاوا.

معظم الأدوية التي نتناولها مأخوذة من الأعشاب ومصادر طبيعية أخرى. ويأتي الكثير منها من الأمازون وأدغال كوستاريكا. وأعتقد أنه من الأفضل أن نترك مهمة الذهاب إلى هناك إلى شركات الأدوية. أولا، لأنها تعرف الطريق، وثانيا، لأن الطريق إلى الصيدلية أسهل علينا من ركوب نهر الأمازون.

منذ أن تجاوزت وزني الأول، نحو الثامنة والعشرين، وأنا أواجه مشكلة عدد من الكيلوغرامات الزائدة، ترتفع قليلا وتقل قليلا. واكتفيت من الحميات بقراءتها أو القراءة عنها. وطالما وعدت نفسي بأنني سأبدأ البرنامج أول الأسبوع أو في البلد التالي، أو في الصيف، أو في الشتاء. ومرة أعد نفسي بوقف اللحوم، ومرة بوقف الخبز، ومرة بوقف الخضار والثمار. ثم أكتشف أن ثمة طريقة واحدة: خفض كمية الأكل. وذلك يحتاج إلى إرادة أقوى من إرادتي. وا وزناه.