لا.. للرياضات الدموية!

TT

أكثر المتفرجين على مصارعة الثيران في إسبانيا والبرتغال وأمريكا اللاتينية من الشباب. ولكنهم بدأوا يضربون عنها.. ففيها قسوة على الحيوان، فهي تسلية دموية. وأخذت لجان الرفق بالحيوان وبالإنسان تحتج على هذه الرياضة العنيفة. وانحسرت الساحات التي كانت ملتقى مئات الألوف من الذين يرون الدماء ويصرخون.. ولأنهم قد اعتادوا عليها، فهم لا يستنكرون العنف والقتل والحروب.

وهذا بالضبط ما لا تريده الأديان والمصلحون. إنهم يريدون الحياة في سلام بين الإنسان والحيوان وبين الإنسان والإنسان..

وفجأة قرر برلمان ولاية كتالونيا في إسبانيا تحريم هذه الرياضة نهائيا. وقيل في تفسير ذلك أن هذه الولاية لأنها تريد أن تنفصل عن إسبانيا، فقررت أن تقطع صلتها بكل ما هو اسباني..

وهذه العبارات الدموية لها تاريخ طويل. وهى ليست للفرجة وإنما هي صناعة وتجارة وإعلانات وفلوس.. تربية الثيران وأخبارها وتدريبها وتدريب الخيول وصناعة الملابس والتماثيل الصغيرة لها.. والمجلات والكتب والأفلام والبطولات والفلوس..

ومن عهود الرومان كانوا يطلقون الوحوش على الحيوانات وعلى السجناء أيضا.. وتسيل الدماء والمتفرجون يشربون الخمر ويصرخون من النشوة: دم وخمر وجثث وانتقام وهزات عنيفة للأعصاب يعقبها النوم العميق.. كما أنهم في ذلك الوقت كانوا يذبحون الثيران المقدسة..

واليوم يذبحونها بلا قداسة لها أو للحياة الإنسانية. وكما أن هناك معارضين لهذه الرياضة الدموية، فهناك مؤيدون يتمسكون بالشخصية الإسبانية التي ترى مصارعة الثيران ورقصة الفلامنكو والقيلولة من أهم المعالم الإسبانية التي يجب التمسك بها.. حتى لا تضيع الثقافة الإسبانية بسبب هؤلاء الصغار الذين كانوا يملأون الدنيا صراخا وهتافا بحياة مئات الثيران والفرسان الذين يقتلون الثيران..

ولكن الصغار بهذه المقاطعة لم يعودوا صغارا وإنما هم قوة تحب الحياة.. حياتها وحياة الحيوانات الأخرى - الثور والحصان وقاتل الثور أيضا!