هناك حل واحد مستحيل!

TT

جزيرة «لوروهاو» التابعة لاستراليا عندها مشكلة. فقد زادت فيها الفئران السوداء وصارت بالملايين. وهي تلتهم الطيور والبذور وجذور الشجر. إنه وباء أسود يأكل كل ألوان الحياة.. والجزيرة محمية طبيعية.. ومن الضروري حمايتها. فما الحل؟

وجدوا أن الحل الوحيد هو إلقاء السموم من الجو على هذه الجزيرة لقتل الفئران. وحتى لا تموت الحيوانات والطيور النادرة، لا بد من جمعها ووضعها في أقفاص ونقلها بعيدا عن الجزيرة بعد إلقاء السموم عليها من الجو. والطيور والحيوانات بالمئات ويسهل جمعها وحصرها. أما الأشجار وجذورها فسوف تبقى طعاما لما سوف يبقى من الفئران..

ورأى الخبراء أن السموم يجب أن تلقى على فترتين بينهما مائة يوم. ويرى الخبراء أن ألوفا من الفئران سوف تبقى في أعماق الجبال والغابات. ثم أن هذه السموم قد تقتل النباتات والحيوانات أيضا. وليس هذا هو الحل النهائي..

وفي مصر وجدنا مشكلة: حديقة الحيوانات في الجيزة تأوي مليون فأر. وربما أكثر أو أقل. ولا نستطيع وضع السموم لهذه الفئران خوفا من أن تموت في أقفاص الحيوانات الكبيرة فتأكلها وتموت. إذن الحل الوحيد البطيء هو وضع مصايد بها أطعمة مسمومة للفئران.. وندخل في سباق مع التكاثر الرهيب للفئران.. ولا نستطيع أن ننقل كل الحيوانات إلى الصحارى حتى نقضي على الفئران. إذن لقد اخترنا السباق غير المتكافئ مع تكاثر الفئران. والحل المتواضع عن طريق المصيدة السامة.

وأثناء تطهير قناة السويس وإعادة فتحها للملاحة الدولية كانت الماكينات الجبارة التي تطهر القناة تصرخ أصواتها بما يدل على أن جسما معدنيا قد عثروا عليه.. ونفاجأ بأن كل هذه الأجسام المعدنية هي علب صفيح. وتساءلت الصحف البريطانية عن هذا السلوك المصري الغريب: لماذا إذا مشى أحد المصريين إلى جوار قناة السويس وكان يشرب العصير من إحدى العلب الصفيح لماذا ألقى بهذه العلب في القناة بدلا من أن يلقيها في الصحراء؟.. وسخروا منا فقالوا: هناك حل وحيد وهو تفريغ قناة السويس من الماء ثم جمع هذه العلب الصفيح. وهو حل بالغ السخرية وهو مستحيل استحالة تفريغ جزيرة «لوروهاو» وحديقة الحيوان أملا في القضاء على الفئران - ولا أمل!

ثم وجدنا بعد ذلك أن هذه العلب قد صنعت في بريطانيا، ولا توجد في مصر!!