محور سعودي مصري سوري تركي!

TT

هذا المعسكر الرباعي الضخم اقتراح من أصغر قائد عربي. رئيس غزة، إسماعيل هنية، يطلب إنشاء حلف من السعودية ومصر وسورية وتركيا قائلا بأنه كفيل، بحسب رأيه، بمواجهة إسرائيل. نسيت أن أضيف إلى هذا الرأي النير أنه طلب من الدول الأربع إضافة إيران، ناصحا دول المحور بالاستفادة من إمكانياتها!

تخيلوا أن تأتي نصيحة التحالف من قيادي فلسطيني عجز عن أن يتعايش مع إخوانه الفلسطينيين في غزة، ويماطل إلى اليوم حتى لا يجتمع بهم في القاهرة، والانتصار الوحيد الذي حققته قواته الباسلة كان بارتكاب المجزرة الشهيرة في مجمع الحكومة في غزة ضد منسوبي فتح وطردهم عرايا. وقبلها مزق اتفاق مكة الذي وقعه أمام الكعبة المشرفة، وتعهد فيه بإنهاء النزاع مع السلطة الفلسطينية. وفوق هذا كله يريد من دول المحور الأربع الاستعانة بإمكانيات أحمدي نجاد التي اشتهر بها في قمع مواطنيه، واستخدمها في شن حرب على السعودية عبر وكيله الحوثي، ولا يزال يحتل بها الجزر الإماراتية.

الأجدر بهنية أن يحل أولا مشكلته مع الفصائل التي يلاحقها اليوم في قطاع غزة، ثم يتصالح مع إخوانه في رام الله، وبعدها يتخلى عن التحريض على المصريين لأنهم يبنون جدارا يحمون به حدودهم، أو له أن يشهر بالمصريين شرط أن يقاتل الإسرائيليين على حدوده لا على حدود العريش المصرية. وإذا كان سعيدا بعلاقته مع المرشد الأعلى في طهران، كما يبدو من زياراته وزيارات إخوانه من حماس المتكررة إلى هناك، فليقر عينا ويهنأ بالمرشد المحاصر من قبل شعبه.

العالم حول هنية يتغير ببطء، وهو يدرك ذلك، لكنه حبس نفسه في قفص بسبب خلافه مع أقرب الناس إليه من فلسطينيين وعرب. اليوم يريد أن يحركهم باتجاهه بدل أن يتحرك هو نحوهم.

تريد حماس ضم السعودية ومصر إلى سورية وتركيا وإيران لأنها عاجزة عن الخروج من المنطقة الإيرانية. تظن أنه يمكن جلب المصريين والسعوديين إليها في نفس القفص، إلا أن هذه الدول لديها قضايا حقيقية تمس أمنها، وليست مجرد خلافات عادية أو وقتية. يستحيل عليها أن تتفق مع نجاد، كما أن لدى حماس تاريخا لا يشجع على الثقة بها، وقناعة سائدة بأنها لا تدير نفسها، بل مجرد مستخدم آخر.

لا نستطيع أن نضم تركيا مع إيران، فتركيا بلد يستحق التفاهم معه لأنه يسير حتى الآن في اتجاه واضح المعالم، يتحاشى أن يكون طرفا في النزاعات العربية والإقليمية، ويركز جهده في خدمة قضايا محددة لا تتناقض مع الخط العربي العام. أما إيران نجاد فتريد استخدام العرب، واستغلال قضاياهم لبناء مجده على حسابهم وحساب أهله في إيران.

لأن هنية، وبقية شباب الجمعية، يريدون الاحتفاظ بعلاقتهم بإيران، ورغم وعودهم بالابتعاد عنها، فلن تبحر جهودهم بعيدا. ولا قيمة للمحاور والمعسكرات، فالحكم على المواقف العلنية.

[email protected]