فتاة بريدة!

TT

طفلة بريدة ذات الاثنتي عشرة سنة التي زوجها والدها من ثمانيني بصداق قدره 85 ألف ريال لكي تنضم إلى ثلاث زوجات أخريات صغيرات مثيلاتها على ذمة الزوج، تحولت اليوم إلى قضية ينشغل بها الرأي العام بعد أن أثارتها الصحافة، وأبرزتها منتديات الإنترنت، وبالرجوع إلى مقابلة أجرتها صحيفة «الرياض» - عدد السبت الماضي - مع جميع أطراف القضية: الزوج الثمانيني، والأب، والمأذون الشرعي، نجد أنفسنا أمام قضية يدعي البراءة فيها الجميع، فالزوج الثمانيني يؤكد أن والد الطفلة هو من خطبه لابنته قائلا له: «أنا عندي ابنة لن أزوجها إلا لك»! ويقول: «نحن لم نعمل ما يغضب الله، فلماذا كل هذا الانتقاد؟!»، ولا يرى الأب حرجا في ما أقدم عليه، ويشير إلى أنه زوّج ابنته بناء على بنيتها الجسمية لا على عمرها، ويقول: «ابنتي بالغة من سن الحادية عشرة، وزواج الصغيرة ليس جديدا في مجتمعنا، فهو موجود من قديم الزمان ولا أرى حرجا فيه لا شرعا ولا عرفا»، مؤكدا على أن «العمر ليس مقياسا على الزواج»، أما المأذون الشرعي فيعتبر ما قام به احتسابا للأجر، ويؤكد أنه لا توجد تعليمات واضحة وصريحة تنص على عدم عقد نكاح أية فتاة دون سن الثامنة عشرة!، والطفلة الضحية تكتفي باستنهاض الضمائر قائلة: «لا.. لا أريده زوجا أنقذوني»!

وما يمكن أن نستخلصه من هذه القضية أن مسألة تزويج القاصرات لم تنضج على المستوى الاجتماعي، كما لم تحسم بعد على المستوى الرسمي، بدليل أن محكمة المذنب صادقت على عقد الزواج، وأن المأذون الشرعي ينفي وجود تعليمات واضحة وصريحة تنص على عدم عقد نكاح أية فتاة دون سن الثامنة عشرة، فإن كنا نستنكر هذا الزواج، ونعتبره ضد حقوق الطفل والإنسان، ونرغب في حماية الصغيرات منه، فلابد من إيجاد نصوص صريحة واضحة تمنع حدوثه بدلا من التحرك بعد فوات الأوان.

فتيات دار الرعاية

على الرغم من تشكيل لجنتين للتحقيق وتقصي الحقائق في حادثة تمرد نزيلات دار الرعاية بمكة المكرمة، وهي مؤسسة بديلة للسجون، ويقتضي الأمر من اللجنتين الاستماع إلى جميع الأطراف، والنظر في مطالب النزيلات، فإن مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة استبق في تصريحه لصحيفة «عكاظ» كل النتائج، فبرأ من برأ، وأدان من أدان، معتبرا أن مزاعم المتمردات بتعرضهن للقسوة والإهانة غير صحيحة، وأن خلف التمرد تحريضا من قبل بعض العاملات ضد المديرة التي يراها محل تقدير المسؤولين، والسؤال: ماذا أبقى المدير العام للجنتين لتدرسه أو تسمعه أو تراه؟!

[email protected]