ما دمنا لسنا من العلماء فاللهم ارحمنا..
نقرأ عن الشاي فله مزايا وله مصائب. نقرأ عن القهوة السادة وعن القهوة باللبن.. وعن القهوة بالكحول.. فلا نهاية للعيوب. وليس الكلام عن البن والشاي. وإنما كل الأطعمة.. وتستطيع أن تجرب ذلك بنفسك.. اذهب إلى أي طبيب وقل له: بطني يا دكتور.. أو قلبي يا دكتور.. أو أولادي يا دكتور!
وسوف تجد أنهم يختلفون في أنك كان من الضروري أن تشرب هذا أو تأكل ذاك. والحل؟ لا حل. مكتوب على بطن كل واحد، وبإمضاء ما لا نهاية له من الدكاترة، ما يوجع المعدة وما يوجع القلب. والحل؟ لا حل.. وعليك أن تختار. فإن نجحت وصفة هذا الطبيب فالشكر لله. وإن لم تنفع فالعوض على الله. ونظل حائرين بين أطباء كل كلامهم صحيح. وكذلك كل المرضى أيضا..
منذ يومين أخذت كلبي إلى الدكتور. قال: ما شكواه؟ قلت له: بل شكواي أنا.. إنه ينام ويأكل نيابة عني.. ينام عشرين ساعة ويأكل كل الذي لم أكله أو لم أستطع من الأطباق أمامي.. فأنا الأحق بالعلاج والنوم يا دكتور..
وظن الطبيب أنني أداعبه.. والحقيقة أن الكلب ينام معظم الوقت.. ويأكل كثيرا.. وقد زاد وزنه وتكاسلت حركته. فضحك، وأضحكني معه: وهل لهذا الكلب أي عمل آخر؟ اضربه في بطنه.. اضربه لكي ينهض!
ثم همس في إذني وقال: كم مرة تزوج في حياته؟
قلت: مرة واحدة!
قال: يا راجل حرام عليك في مثل هذه السن (9 سنوات).. ومرة واحدة.. إنه يساوي عمر إنسان عنده ستون عاما.. ومرة واحدة؟!
طبيب آخر قال لي: مرة واحدة تكفي!
فقلت: في يوم من الأيام هاجم الرئيس السادات بعض المعتقلين وقال: إنهم يسمعونني الآن.. إنهم نائمون كالكلاب!
وفي الصباح قلت للرئيس: سيادة الرئيس والله إنني أتمنى من الله شيئا واحدا.. أن أنام نومة الكلاب يا ريس!