القمة العالمية لطاقة المستقبل

TT

تلعب التحديات البيئية العالمية الحالية وبخاصة ظاهرة التغير المناخي والاحتباس الحراري وآثارها الكارثية المدمرة، دورا بارزا في صياغة سياسات الطاقة العالمية، فهناك حاليا اهتمام وتنافس متزايد نحو الاستثمار الجاد في تطوير برامج وتكنولوجيات الطاقة المتجددة والبديلة، وتبني واستخدام التكنولوجيا الخضراء، والتي ستشكل في مجموعها طاقة المستقبل، وتعد منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة الخليج العربي، من المناطق المثالية الواعدة لاستخدام وتطوير برامج الطاقات المتجددة، نظرا لمواردها الطبيعية الوفيرة.

وتحت رعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تستضيف العاصمة الإماراتية أبوظبي «الدورة الثالثة للقمة العالمية لطاقة المستقبل 2010»، وموقعها الإلكتروني www.worldfutureenergysummit.com، وذلك خلال الفترة من 18 إلى 21 يناير (كانون الثاني) الحالي في مركز «أبوظبي الوطني للمعارض».

وتستضيف القمة مبادرة أبوظبي «مصدر»، متعددة الأوجه للطاقة المتجددة والبديلة والمستدامة، وتعتبر «مبادرة مصدر» التي جاءت استجابة من حكومة أبوظبي للحاجة المتزايدة إلى حلول مستدامة تلبي الطلب المتزايد على الطاقة في المستقبل، المؤسس الفعلي للقمة العالمية لطاقة المستقبل، كما تعد الجهة الرائدة في المنطقة في مجال أبحاث وتطوير ونشر حلول الطاقة المتجددة والتقنيات ذات الصلة بالتنمية المستدامة، فقد خصصت مبادرة مصدر 15 مليار دولار لاستثمار وتطوير الطاقات المتجددة في داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة.

وسوف تشهد القمة مشاركات واسعة، خصوصا عقب اختيار العاصمة أبوظبي، في شهر يونيو (حزيران) من العام الماضي لتكون مقرا عالميا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة وبالتحديد في مدينة مصدر، فمن المتوقع أن يشارك في القمة أكثر من 50 دولة، و3 آلاف موفد، و100 متحدث بارز، من بينهم رؤساء دول، بما في ذلك أهم كبار صناع القرار في القطاع الحكومي وقطاع الأعمال، ومستثمرون بارزون وخبراء في طاقة المستقبل وعدد من كبار العلماء والشخصيات الأكاديمية.

ويذكر أن «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» (إيرينا) وموقعها الإلكتروني www.irena.org منظمة حكومية دولية لتشجيع اعتماد الطاقة المتجددة، تأسست في 26 يناير 2009 في مدينة بون الألمانية من جانب 75 دولة، وتضم في عضويتها - حتى شهر سبتمبر (أيلول) الماضي - 137 دولة، ومن مهامها نشر المعرفة وتطوير الأطر التنظيمية والسياسات المتعلقة بالطاقة المتجددة، إلى جانب رفع مستوى الوعي حول مفاهيم وتقنيات الطاقة المتجددة حول العالم، وتسهيل نقل الطاقة المتجددة وتوفير الخبرات الخاصة بها.

وسوف تتضمن جلسات أعمال «القمة العالمية لطاقة المستقبل 2010»، مؤتمرا ومعرضين، هما: المعرض العالمي لطاقة المستقبل الذي يركز على الطاقة المتجددة والمتقدمة، والمعرض العالمي لبيئة المستقبل الذي يركز على تقنيات وحلول إدارة الهواء والمياه والنفايات، وسوف تدور نقاشات القمة حول عدد من أهم القضايا الملحة المتعلقة بسياسات الطاقة العالمية، وآخر المستجدات والتحديات التي طرأت على قطاع الطاقة المتجددة وبخاصة تحدي تأمين إمدادات طاقة مستدامة، بما في ذلك النقل المستدام والهندسة المعمارية الصديقة للبيئة والوقود النظيف والمحركات الصديقة للبيئة والوظائف الخضراء.

خلاصة القول: التحديات البيئية العالمية الحالية وبخاصة قضايا التغير المناخي والاحتباس الحراري والتوجهات العالمية المتزايدة حاليا للحد منها، وخصوصا من خلال التطوير والاستثمار في برامج الطاقة المتجددة وتبني التكنولوجيات الخضراء والمنخفضة الكربون، الصديقة للبيئة، تفرض وبشدة على منطقتنا العربية والغنية بمواردها الطبيعية، وبخاصة الخليج العربي، ضرورة التعاون العربي والدولي والإسراع في تطوير برامج ومشاريع وأبحاث واستثمارات في طاقات المستقبل النظيفة التي سيزداد الطلب عليها مستقبلا، وعلى رأسها استغلال الطاقة الشمسية وتحويلها لطاقة كهربائية نظيفة، والتي تؤهلنا لاحتلال مراكز الصدارة العالمية فيها، بل وإمكانية تصديرها للخارج خلال العقود القليلة المقبلة، كما أن هناك ضرورة عاجلة في إقامة مؤتمرات وندوات وورش عمل لنشر والتعريف بثقافة «التكنولوجيا الخضراء» وكيفية استخدامها وأهمية إدخالها في مشاريع التنمية العربية وفي حياة الأفراد اليومية للحفاظ على البيئة وخفض تكاليف المعيشة.

* كاتبة وباحثة مصرية في الشؤون العلمية