أحمد عز.. بعمامة!

TT

هناك أنباء تتحدث عن الإعداد لفيلم مصري عن شخصية أيمن الظواهري يقوم ببطولته الفنان المصري أحمد عز، يبدأ تصويره مارس (آذار) المقبل.

الممثل عز قال إن الفيلم لا يحتاج إلى كلام عنه، فشخصية الظواهري معروفة، وكأنه يقول: المعروف لا يعرّف «بالصلاة ع النبي» كما تقول الدارجة المصرية.

بصرف النظر عن نص الفيلم أو كيفية إعداده والمواصفات الفنية والجمالية، فإن أي تناول فني لشخصية أثرت في حياة المصريين، بل والمسلمين، بل والعالم كله، مثل الظواهري نائب أسامة بن لادن، وصاحب الخطب الدموية المعروفة، أي معالجة درامية وكتابة عنها بشكل فني هو نوع من النضج، نتحدث هنا عن فيلم يقول أصحابه إنه ينطلق من مواصفات درامية، وليس فيلما دعائيا على طريقة: مع أو ضد.

هذا التناول ليس جديدا في مصر، فقد مثل الراحل الرائع أحمد زكي شخصية عبد الناصر وتجلى في شخصية السادات، وكانت أفلاما «معقولة» من ناحية الحرية النصية. ومثلت شخصية عبد الناصر أكثر من مرة ضمن سياقات أفلام ومسلسلات، كذلك الأمر في تجسيد شخصية الملك المخلوع فاروق ورجالات عصره في المسلسل الشهير.

في السينما الأميركية أو الأوروبية تم تناول شخصيات مكروهة في الوعي العام أو عليها حظر سياسي مثل هتلر وستالين، قد يخالف البعض في الصورة النهائية التي رسمت لهذه الشخصيات لكنه لا يخالف في أنها قدمت بطريقة فنية.

نحن في العالم العربي، باستثناء مصر، لم نقدم شخصيات غيرت واقعنا أو حتى شخصيات من تاريخنا بشكل مغر للجمهور فنيا، حتى شخصية صدام حسين التي لم تعد تخيف وتقتل بعد قتل صاحبها، لم نر عنها سوى المسلسل الجميل الذي أنجزته الـ«بي بي سي» «بيت صدام». صحيح أن هناك، على مستوى التاريخ، مسلسلات تناولت فترات ماضية قديمة، لكنها مسلسلات خضعت للإبهار البصري ومداعبة الحنين للماضي أكثر من أنها قدمت التاريخ بما هو تاريخ يحمل تناقضاته وصراعاته، ربما توجد هناك حالات شاذة، لكن ذلك لا يؤسس لحالة مستقرة وناضجة.

أسامة بن لادن، أيمن الظواهري، خالد شيخ محمد، خالد الإسلامبولي، سيد قطب، صالح سرية، عبد الله عزام، ملا عمر، يوسف العييري، عبد المجيد الزنداني، شكري مصطفى، محمد الغزالي، حسن الترابي، حسن نصر الله، الخميني، عماد مغنية، صالح العوفي.. وغيرهم كثير، كلهم شخصيات فاعلة وفعلت في واقعنا الديني والسياسي، بعضها حي وبعضها رحل، هي مشاريع روايات أو أفلام ومسلسلات، ليس عملا واحدا بل عدة أعمال عن كل شخصية ربما، فهذا هتلر ونابليون أو حتى آل كابوني، ما زالت الأفلام والكتب تتوالى عنهم. لن أتحدث عن الشخصيات السياسية أو الدينية الكبرى عندنا، فهذا أمر عسير الهضم على معدة حريتنا الآن. دعونا في هذا الإطار فقط.

نحتاج أن نرى أنفسنا بمرآة الفن إضافة للمرايا الأخرى، وبداية الغيث فيلم كفيلم عز عن الظواهري أو مسلسل وحيد حامد، المرتقب، عن جماعة الإخوان المسلمين.

[email protected]