جميلة وغبية

TT

أنا من المعجبين بالزعيم السوري الراحل فارس الخوري، فتاريخه أبيض رغم ما واجهه في حياته من إحباطات، وقد قرأت له مقابلة صحافية قديمة يأخذون فيها رأيه في الانتخابات وكان ذلك في عام 1949، فقال: «الحالة في سورية هي نفس الحالة في مصر.. يتقدم المرشحون دون أن يوضحوا للناخبين المبادئ التي سيدافعون عنها عندما يصبحون أعضاء في الجمعية التأسيسية، ويتولون وضع الدستور الجديد!».

«ما فائدة الانتخابات، حرة أو مزورة، إذا لم تقم على أساس المبادئ؟ إننا لو أجرينا انتخابات حرة، على أساس الأشخاص في جميع الدول العربية وقبلت أم كلثوم ترشيح نفسها، فستنتصر انتصارا ساحقا على جميع رجال السياسة، وتصبح زعيمة العالم العربي!».

واستشففت من كلامه أنه كان طروبا، ويهوى سماع أم كلثوم.

وإنني لا أبتعد عنه كثيرا في هذا المجال الحيوي، ولو أنهم أشركوني كذلك بالتصويت في الانتخابات، لأعطيت صوتي حتما ودون تفكير لـ«كوكب الشرق»، فما أروع أن تسمع من حاكمك خطبة يترنم فيها بأعذب الألحان، بدلا من أن يفجعك بصوته الأجش، ووجهه «المغلدم»، وقبضته التي يرفعها ويلوح بها بين الحين والآخر وهو يلقي خطبته، ولا تدري هل هو بذلك يوجه لكمة لأبالسة الأعداء، أم أنه يحاول أن يصطاد ذبابة!

* *

اشتكت الزوجة من إرهاقها ومن كثرة أوامر زوجها عليها، وكيف أنه ما فتئ يقول لها إن جهودها في أعمال البيت لا تعد شيئا مذكورا بالقياس إلى المجهود المضني الذي يبذله في عمله كي يوفر القوت لها ولأولادها الخمسة.

وحصل بينهما نقاش وتحدٍّ أسفر عن اتفاق أن يجرب ويمضي يوما كاملا في البيت يتولى فيه مراقبة الأولاد، وأحضرت المصحف الشريف أن يحلف عليه ليقول بعد ذلك ما واجهه، وبعد أن انتهى كتب تقريرا بذلك جاء فيه:

«فتحت الأبواب للأطفال 106 مرات، حذرتهم من عاقبة العبث 94 مرة، ربطت أحذيتهم 16 مرة، أوقفت معارك نشبت بينهم 19 مرة، أجبت على التلفون 11 مرة، قدمت لهم أكوابا من الماء واللبن 26 مرة، أجبت على أسئلتهم 202 مرة.

سخنت لهم الأكل وأطعمتهم عدة مرّات، وغيرت (حفائض) بعضهم وشطفتهم خمس مرّات، وكنت طوال الوقت ألتقط زبالتهم التي يرمونها على الأرض، وجراء تلك (المعاناة) ركضت ما يعادل ستة كيلومترات ونصفا، لقد هدّوا حيلي الله يهد حيلهم».

* *

وصلتني هذه الرسالة على تليفوني المحمول:

«سأل أحدهم سيدة: لماذا خلق الله المرأة جميلة وغبية؟!

أجابت: خلقها جميلة ليحبها الرجل، وغبية لتحبه».

[email protected]