السعودية.. واحد من أهم القرارات

TT

لا يمكن وصف قرار خادم الحرمين الشريفين بتمديد برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي، للطلاب والطالبات السعوديين، ولمدة خمس سنوات قادمة، إلا بأنه واحد من أهم القرارات التي اتخذت في السعودية مؤخراً.

ففي السعودية حراك كبير، على كافة المستويات، كما أن سقف الآمال والتوقعات مرتفع جداً، عطفاً على قرارات الملك السعودي، وشفافيته، التي يحسها ويصدقها المواطن، إلا أن قرار تمديد برنامج الملك عبد الله للابتعاث للخارج يظل، كما أسلفنا، من أهم القرارات، وهو الأمر الذي سيكون لها أثر إيجابي كبير على السعودية، على المستويين القريب والبعيد.

فالتعليم هو المفتاح الحقيقي للتطور، والرقي، الذي تحتاجه كل دولة، وشعب، كما أن التعليم هو الاستثمار الأمثل، والحل الأنجع لتحصين المجتمع، وضمان تحريك عجلة التقدم فيه، على كافة المستويات، سواء اقتصادياً، أو أمنياً، فمن خلاله يرفع مستوى الوعي، ويخلق النموذج الأفضل في كل المجالات، كما أنه يشرع الطموح المستحق بغد أفضل، وكم هو مفرح عندما نعلم أن عدد المبتعثين السعوديين، طلاباً وطالبات، قد بلغ قرابة الثمانين ألف مبتعث.

إلا أن المهم اليوم، وكما أسلفنا في عدة مقالات، أن تشرع السعودية في إيجاد آلية واضحة، ومجدية، من خلال إيجاد موارد مالية مستمرة لضمان استمرار الابتعاث لسنوات أخرى قادمة للشباب والشابات، وذلك حماية لهذا المشروع المميز من أن يتعرض إلى أي هزة أو صعوبات اقتصادية، فلا بد أن يكون هناك برنامج واضح محدد الزمان يضمن استمرار عملية الابتعاث لمدة لا تقل عن 10 سنوات قادمة، خصوصاً أن الحركة التعليمية في السعودية تشهد تطوراً وحراكاً كبيراً يبشر بالخير، إلا أن ذلك الجهد في حاجة إلى مزيد من الوقت، والكفاءات، وهو لا يمكن أن يتسنى في سنوات قليلة، ومن شأن الابتعاث أن يساهم في تحقيق أهداف التغيير التعليمي المنشود.

وعليه فمن الأجدى أن يكون هناك صندوق خاص بالابتعاث تسهم فيه الدولة والقطاع الخاص، خصوصاً أصحاب المشاريع الضخمة، لضمان استمرار الابتعاث، وذلك ليس لأن الدولة غير قادرة، ولكن ليكون هناك اهتمام، واستمرار لعملية الابتعاث، وبشكل عملي، خصوصاً أن القطاع الخاص من أبرز المستفيدين من المبتعثين، بعد عودتهم بالشهادات، والمعرفة.

فما نحلم به هو برنامج ابتعاث ليس فقط للطلاب والطالبات، بل برنامج تستفيد منه أكبر شريحة ممكنة من السعوديين، سواء بالدورات المكثفة، أو من خلال برامج الزيارات التبادلية بين قطاعات حكومية، مثل المعلمين والمعلمات في القطاع التعليمي، أو الجامعات، وحتى قطاعات أخرى حكومية، والأمر نفسه يسري على القطاع الخاص، في مجالات عدة.

السعودية، ومنذ تأسيسها على يد المؤسس الباني الملك عبد العزيز رحمه الله، في تطور مستمر، والابتعاث إحدى أهم عجلات البناء والتطوير، ولذا فكل الأمل في أن يجعل الملك عبد الله بن العزيز الابتعاث عمل مؤَسس، ووفق جدول زمني يحقق الفائدة للبلاد، ويمنح الفرصة التعليمية للطلاب، والتطوير المستمر للموظفين، وذلك لسبب بسيط، ورئيسي، وهو أن التعليم مفتاح كل شيء.

[email protected]