أرض الله واسعة.. فلماذا أميركا؟!

TT

الإجراءات الأمنية التي وزعتها وزارة المواصلات الأميركية على الدول الـ14 التي صنفتها الولايات المتحدة راعية للإرهاب أو متورطة في نشاطات إرهابية، أو أنها تعاني من الإرهاب، إجراءات تفرض على المسافرين، والناقل الجوي، وأجهزة الأمن في المطارات مجموعة من التعليمات الصارمة، ومن هذه التعليمات، بحسب ما نشرته صحيفة «الوطن»، عدد الجمعة الماضي، منع الدخول إلى دورات المياه قبل ساعة من وصول الرحلة، ومنع الركاب قبل ساعة من الوصول أيضا من تغطية أجزاء من أجسادهم بالبطانيات، ومنع الطيار من إبلاغ الركاب عن معالم المدن الأميركية أو تحديد موقع الطائرة، ولو بهدف تحديد القبلة، وإغلاق عمل الخرائط الإلكترونية الموجودة في الطائرة حتى لا يستطيع الركاب تحديد موقعهم، ومراقبة أي راكب يذهب إلى دورة المياه خلال فترة الإقلاع أكثر من مرة في فترة زمنية قصيرة، والتفتيش اليدوي الاحترازي قبل ركوب الركاب الطائرة بشكل فعلي لا يترك مناطق خارج حدود نطاق التفتيش، بما في ذلك مؤخرة الراكب والمناطق الحساسة إذا ما طلب رجال الأمن ذلك، وإضافة مراقبين أمنيين إلى صالات الطيران لمراقبة تحركات الركاب، ومراقبة المناطق الخفية في المطار، خاصة دورات المياه، من خلال مراقبين أمنيين، كما يتضمن التفتيش استخدام أجهزة إشعاعية تظهر جسد المسافر عاريا، وألا يتغطى الركاب في الطائرة بالأغطية بشكل يعيق مراقبتهم!

باختصار: توشك أميركا أن تقول لمواطني هذه الدول الـ14: «حلّوا عنّا، لا نريدكم أن تأتوا إلى بلادنا»، بينما قوافل المسافرين من هذه الدول تصر على أن تردد: «وخالقكم لن نفارقكم!»، وأنا هنا أتفهم اضطرار طالب للسفر لتكملة دراسته، أو مريض أحوجه مرض عضال للبحث عن العلاج لدى من لا يطيقه، لكن ما لا أستطيع أن أفهمه أن يعرض شخص نفسه لكل هذه «البهدلة» من أجل أن يحل سائحا على قوم يمنعونه، وهو في الطريق إليهم، حرية البول، وحرية الغطاء، ويعرضون جسده لأجهزة إشعاعية تظهر ما ستر، وأن يسمح لأيد أن تتحسس مؤخرته ومناطقه الحساسة!

من حق أميركا أن تفعل ما تريد لحماية نفسها، ولديها أسبابها ومبرراتها، فأثر فأس خصومها لم يزل عالقا في الذاكرة، ولكن من حق أنفسنا علينا أن نحفظ كرامتها، ونصونها من الهوان، وأرض الله واسعة، فلماذا أميركا؟!

[email protected]