الحياة يجب أن تستمر!

TT

إذا نظرت إلى الشعب المرجانية سوف تجد مشاهد عجيبة. ولكن من أعجبها أن تجد سمكة صغيرة ووراءها سرب أو قطيع من الأسماك.. وإذا وقفت السمكة لأي سبب وقفت الأسماك كأنها تجمدت. وسوف تجد السمكة الرئيسية أو القائدة راحت تفتش عن الأسماك وفجأة تطرد واحدة منها. لماذا؟ لقد وجدت أنها ذكر. والسرب يجب أن يكون فيه ذكر واحد.. هذه السمكة القائدة ليست ذكرا وإنما أنثى؟! والآن أقول لك تفسير هذا اللغز..

هذا النوع من الأسماك الرقيقة له تقاليد غريبة. فكل مجموعة لها ذكر واحد.. وبعد أيام تقفز سمكة وتقتل هذا الذكر.. وتدين لها كل الأسماك.. وبعد أيام تتحول هذه الأنثى إلى ذكر.. وهذا الذكر هو الذي يقوم بدور الملك. وعندما تظهر عليه معالم الضعف تقفز سمكة أنثى تقتله وتحل محله. وبعد أيام تتحول الأنثى إلى ذكر. فإذا ضعفت كان لا بد أن تموت. فالبقاء للأقوى.

وهذا ما يحدث في كل الكائنات الحية. عندما يضعف الذكر القوي بسرعة تحل الأنثى مكانه. فالأسد مثلا إذا تقدمت به السن فإنه ينتحي وتقوم اللبؤة بالصيد وإطعام الصغار وحمايتها من الأب الذي كثيرا ما يلتهم صغاره لأنه غير قادر على الصيد. ويحدث كثيرا أن تجيء لبؤة من قطيع آخر وتتطوع لحماية الصغار.

وفي عالم الأسماك يحدث شيء من مثل هذا. فإذا حاولت أنثى قوية أن تنحي الأنثى الأخرى القوية التي تقود السرب وترعاه وتحميه فإن السمك كله ينهال عليها ويقتلها..

ولم يعرف العلماء حتى اليوم كيف تتحول الأنثى إلى ذكر.. وتقوم بكل وظائف الذكر.. ولم يعرفوا أيضا ما هي مظاهر الضعف التي تظهر على الذكر الذي كان أنثى. ولا ما هي الأنثى الأقوى التي تنحي هذا الذكر عن الرئاسة وذلك بالقضاء عليه. فلا وقت تضيعه الأنثى. فالسرب في حاجة إلى من يقوده وإلى تلقيح البيض. ولا وقت يجب أن يضيع، فهذه الكائنات الصغيرة نموذج واضح لبقاء الأقوى والأنفع لاستمرار الحياة.. فالحياة على كل المستويات يجب أن تبقى وأن تستمر.. سبحان الله..