منارة الإبداع وملهمة العرب

TT

المكان قاعة الراية في وسط مدينة الكويت بدولة الكويت، الزمان الأسبوع الثاني من الشهر الأخير للعام 2009م.

المئات من العرب يحتشدون في تلك القاعة للحوار وتبادل الرؤى بحثا عن الحلول الكفيلة بتوفير بيئة يتكامل فيها الاقتصاد العربي.

أسعدني الحظ بأن أتلقى دعوة كريمة من القائمين على مؤسسة الفكر العربي لأنضم إلى ألف وخمسمائة عربي وعربية ينتمون إلى ست وثلاثين دولة جمعهم (فكر 8) الذي استضافته دولة الكويت الشقيقة على مدى يومين شهدت زخما من الفعاليات اشتملت على عشر جلسات عمل تناولت ملف التكامل الاقتصادي العربي من مختلف جوانبه.

عراب الفكر العربي، أو كما أطلق عليه المشاركون في المؤتمر (أمير الفكر العربي)، الأمير خالد الفيصل، كان حاضرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالرجل يعتبر وبحق (مؤسسة إبداعية متكاملة) فهو وعلى الرغم من مسؤولياته الجسام خصوصا هذه الأيام، حيث قضية سيول جدة وما صاحبها من تداعيات - على الرغم من كل هذه المهام العظام مسكون بهموم الأمة، فهنيئا للعرب بعراب فكرهم.

وعودة إلى «فكر8» أستطيع القول إن مؤسسة الفكر العربي قد وفقت في اختيار موضوع المؤتمر الذي عنونته بـ«التكامل الاقتصادي العربي.. شركاء من أجل الرخاء»، حيث سعى المؤتمر إلى معالجة عدد من القضايا التي تشكل أهمية كبرى لدى المجتمع العربي ولعل في مقدمتها – من وجهة نظري - سبل خلق فرص عمل جديدة للشباب العربي ومكافحة البطالة وسبل الاستفادة من تجارب الشركات العالمية في المنطقة العربية واستعراض التجربة الخليجية في تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي وكذا التحديات التي تواجه الاتحاد المالي والنقدي ومشاريع توليد الطاقة وبحث سبل تحقيق الأمن الغذائي واستعراض النماذج المالية الإسلامية ودورها في إنقاذ الاقتصاد العالمي.. إلخ، فضلا عن الجلسة الخاصة بالشباب والتي شارك فيها نحو 50 شابا وفتاة من بني يعرب. استعرضوا تصوراتهم بخصوص آفاق التكامل الاقتصادي العربي ورؤيتهم بالنسبة لإمكانية تحقيقه والمشاريع التكاملية التي يقترحها الشباب العربي على المؤسسة.

وفي الحقيقة أنني بقدر ما سعدت بالمستوى الراقي لهؤلاء الشبان من حيث الفكر والتأهيل ومستوى الذكاء.

فإنني أصبت بما يشبه الصدمة جراء تلك النظرة التشاؤمية التي طغت على معظم المشاركين فقد كانت أغلب الرؤى التي طرحت تتصف بالتشاؤم والخوف من المستقبل.

ثمة انطباع آخر خرجت به، تمثل في التسطيح الذي اتسم به بعض المتحدثين، وخاصة ذوي المواقع الرفيعة في بعض الشركات الكبرى، أعني سطحية الفكر وسطحية الثقافة. على العكس من الكثير من المشاركين الذين أجزم أنهم يمثلون نخبا عالية من الوطن العربي، فعبر النقاشات الجانبية التي أجريت في ردهات قاعة الراية استطعت أن أثري ثقافتي واستمتعت كثيرا في العديد من الحوارات.

عموما وبكل تجرد أستطيع أن أقول – كما قال دايم السيف - (لابد للحضارة من فكر وللفكر من إبداع والإبداع من مبدعين) وأضيف: لقد أبدعت يا خالد بفكرك وبوقوفك خلف هذه المؤسسة التي تمثل منارة للعرب وملهمة لملكة الإبداع لديهم.

*كاتب سعودي