من طرائف العظماء

TT

كثيرا ما نتساءل عن كل هذه النكات والطرائف التي نسمعها عن بعض الزعماء. كم منها حقيقي وكم من اختراعات الظرفاء؟ وإذا كانت مخترعة فما هي مدلولاتها وأساسها وأسبابها؟ فالكثير من هذه الحكايات والقفشات تعطينا صورة أدق وأصدق من كل ما كتبه المؤرخون والباحثون.

هناك حكاية المرأة القبيحة العاقلة والمرأة الجميلة الحمقاء. سمعناها كثيرا في شتى المواقف والمناسبات. عثرت أخيرا على أصلها وفصلها. لقد رواها الأميركان خلال الحرب العالمية الثانية عن سيدتهم الأولى، المسز روزفلت. كانت دميمة وقبيحة الوجه. جاءت لبريطانيا لتتفقد العساكر الأميركان فيها. خرجت ليلا إلى منطقة الملاهي، سوهو، فسمعت لغطا مقرفا وبذيئا بلهجة أميركية. كان هناك تعتيم في لندن، ففتحت مصباحها اليدوي في وجه الرجل فوجدته جنديا أميركيا سكران ووجهه مغطى بالقيء والوسخ والوحل. فقالت له «ويلك! أهذا هو الوجه الذي تعطيه للناس عن أميركا؟».

فتح مصباحه اليدوي عليها ورأى وجهها الدميم فقال لها «يا سيدتي، أنا غدا سأغسل وجهي صباحا وأحلق وأخرج للناس بأبهى صورة. ولكن ما الذي يمكنك أنت أن تفعليه لوجهك؟».

كم في هذه الحكاية من الحقيقة وكم من الاختراع؟ بيد أنني أميل لتصديقها كحقيقة عندما أتذكر حرية التعبير في المواطن الأميركي.

استرعت تفكيري النكتة الأخرى عن تشرشل وستالين. كان السوفيات يلحون على بريطانيا أن تفتح الجبهة الثانية على هتلر. بيد أن تشرشل ظل يماطل بحجة أنه يحتاج للاستعداد الكافي للغزو. ولكن الروس اعتقدوا أنه يماطل ليترك هتلر يسحق الاتحاد السوفياتي أولا ويضعفه. أخيرا قرر تشرشل أن بلاده أصبحت مستعدة لفتح الجبهة الثانية. سافر إلى موسكو يبلغ لستالين بالأمر. وصل ليلا وذهب لغرفته في الفندق فرأى على الفراش صبية في سن 13 سنة مزينة وممكيجة.. اغتاظ من ذلك وطردها. وعندما التقى ستالين في الصباح عبر عن استيائه لما رأى. صبية في هذه السن! فأجابه ستالين «لا بأس عليك! فعندما ستكون جاهزا ومستعدا ستكون هي قد بلغت سن الرشد!».

كم في هذه الحكاية الأخرى من الحقيقة وكم من الاختلاق؟ هنا أيضا أميل لتصديقها لثلاثة أسباب. يعتقد الأوروبيون أن الرجل الإنجليزي يحب الصبايا والأطفال. ويلقب الفرنسيون الإنجليزي بلقب «مغتصب الأطفال». وهكذا، فلربما اعتقد المسؤولون الروس أن دس هذه الصبية في مخدع تشرشل سينال رضاه وحسن تقديره ويعطيه النفسية المناسبة للمحادثات مع ستالين.

يمكن أيضا أن ستالين قد أوعز بها ليعبر عن سخريته من حكاية الاستعدادات الكافية.

لكن يمكن كذلك أن تكون المخابرات السوفياتية قد دبرت الأمر لتصور تشرشل بكاميرا مخفية في وضعية مخزية لتبتزه فيما بعد. فكثيرا ما قاموا بذلك مع الدبلوماسيين الغربيين. أوقعوا اثنين من موظفي السفارة البريطانية بعملية شاذة وابتزوهما بما أخذوه عنهما من صور. حاولوا ذلك مع موظف آخر لكنه كان أشطر منهم. ألقى نظرة على الصور وقال «أوه! رائع! ممكن تعطوني نسختين من هذي الصور الحلوة؟!».