الرفق بالحيوانات المفترسة أيضا!

TT

البرلمان السويدي قرر إنقاص عدد الذئاب في الغابات إلى النصف. فقد لاحظ المواطنون أنها كثرت.. وأن فيها خطورة على الأغنام وعلى كلاب الحراسة. فصدر قرار بقتل نصف الذئاب.. وعددها معروف.. وعلى كل من يقتل ذئبا برصاصة أن يبلغ السلطات فورا حتى لا يتجاوز واحد العدد المطلوب.

وهذه هي المرة الأولى من 45 عاما التي تطلب فيها الدولة من المواطنين قتل الذئاب.. بحيث لا يزيد عدد الأحياء منها في منطقة معينة عن 27 ذئبا.

وإذا أصيب ذئب ولم يمت.. فيجب الإبلاغ عنه فورا لإنقاذه وعلاجه. ثم إنه يجب إطلاق رصاصة واحدة على الذئب.. وممنوع إطلاق أكثر من رصاصة.

وقد تعاونت السويد والنرويج في حصر عدد الذئاب في الغابات وملاحظة حالتها الصحية وعلاجها ثم إطلاقها في الغابات ونشر أخبارها في الراديو والتلفزيون والصحف لكي يعرف المواطنون وليلاحظوا إن كان هناك ذئب مريض أو جريح.. فيجب الإبلاغ عنه فورا.. يعني إيه؟ الرفق بالحيوان مفترسا أو غير مفترس. وإذا قرر قتله فليكن دون تعذيب له.. ودون تجاوز للحصة التي قررها البرلمان..

ولا أظن أن في بلادنا شيئا من مثل ذلك. فكثيرا ما ضبطنا صيادين جاءوا من آخر الدنيا يصيدون الغزلان النادرة. ونسأل ونعرف ما يخجلنا. ومن عشر سنوات جاءنا عالم من السويد يقول إنه لاحظ أن الثعبان (أبو جرس) قد تغير شكله وحجمه. وأن هذا الثعبان قد جاء إلى مصر من ليبيا في القرن الماضي. وانتظر العالم السويدي أن نستدعيه لنعرف منه أكثر وكيف اكتشف ذلك وما هو المطلوب.

وحياتك لا سأل عنه أحد.. ولا طلبه أحد ليشرح هذا الاكتشاف الذي رآه الرجل هاما ولا يجب السكوت عنه لخطورة هذا الثعبان. قابلته صدفة. قال لي.. قلت له. سألني قلت له. وفى اليوم التالي جمع أوراقه وعاد إلى بلاده ونشر مقالا عن هذا الثعبان واستعداده لأن يعود ويقوم بتهجين هذا الثعبان مع ثعبان آخر سويدي. ولا يزال ينتظر. وسوف ينتظر. هو لن يسكت. أما نحن فقد قررنا السكوت من زمان!