ثبت علميا أن كل ثورة ناجحة تلبس مع الوقت رداء الطاغية الذي خلعته، وذلك ابتداء من الثورة الفرنسية، مرورا بالثورة البلشفية، وانتهاء بثورات العالم العربي.
وهذه الأخيرة لم تكن في الواقع ثورات، وإنما هي (بثورات) - أي دمامل -
لقد تكاثر الطغاة عبر التاريخ وكان منهم العمالقة ومنهم الأقزام.
وللأسف أن طغاة الثوار العرب كانوا من الأقزام الذين لا ينجبون ولا يسلمون من النجاسة.
* *
قال لي: من وقت لآخر يحتاج المرء إلى الوقوف حيال الأشياء وقفة دهشة، والنظر إليها بعيني طفل.
ولم أملك إلا أن أقول له: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر - فقط لا غير -
* *
وقال لي آخر وكأنه ينصحني:
أفضل علاج للقلب المحطم، هو أن تجعله يتحطم مرّة أخرى.
قلت له وقد عيل صبري: لقد جربت ذلك العلاج يا حضرة مرّة تلو مرّة تلو مرّة، وفي كل مرّة أفشل في تحطيمه، إلى درجة أنني بدأت أشك أنه قد صنع من (الكاوتشوك).
المشكلة أن كل من دخل ذلك القلب لا يخرج منه أبدا، فالغالبية العظمى منهم محكوم عليهم بالموت خنقا من شدّة الحب.
* *
وقال لي الثالث وكان أكثرهم مرحا:
امرأة لا تعرف الضحك، هي أبعث شيء في الوجود على السأم والإزعاج.
قلت له: صح لسانك، ولكن على شرط أن لا تزودها تلك المرأة (حبتين)، وتصبح مجرد (كريكرة) تضحك بالفاضي والمليان.
ولقد شاهدت بالأمس صدفة امرأة في أحد (المولات) وهي واقفة بكل هبالة، تضحك بوجهها أمام (المرآة) المعلقة في (الفترينة).
فهربت سريعا.