رفوف طويلة من الترجمات

TT

تعرض كلوديا روث بيربوينت في «النيويوركر» (18 يناير/ كانون الثاني) لعدد من الروايات العربية التي ترجمت إلى الإنجليزية حتى الآن.. دراسة نقدية «مذلة» من سبع صفحات، أو كتيب صغير. والمذل فيها، أو الساحق الإذلال، هو مدى جديتها وشمولها، ومدى ضعف ورداءة ما ظهر في العربية من دراسات نقدية، عن الروايات نفسها.

الدراسة هذه تفيدنا، في الدرجة الأولى، أن نعرف مدى ما كنا نجهل. والأسوأ، مدى ما كنا نعتقد أننا نعرف، وهو في الحقيقة مدى ما كنا نجهل. لماذا؟ لأن الكاتبة لا تعرف أحدا من الذين تكتب عنهم، وهي تقارب فقط نتاجهم وآدابهم. في حين أننا نحن، كعرب، نكتب عن المؤلفين وليس عن أعمالهم. نحبهم ونكرههم ونكره أو نحب مواقفهم. ونخلط كل ذلك بمشاعرنا حيال أعمالهم.

النقدة الغربيون، أو الصينيون، أو الروس، أو الهنود، أو الكوستاريكيون، لديهم ما يخشون عليه: سمعتهم المهنية. وقد أساءت للحركة الأدبية العربية مطبوعات تدعي النقد، لكنها لم تقدم سوى السب والشتم وأحقاد أصحابها على كل شيء في الحياة، من المطر الذي هطل على أعتابهم، إلى الشمس التي أشرقت على نوافذهم.

نكتشف في دراسة «النيويوركر» أن عددا كبيرا جدا من الروايات العربية أصبح الآن في متناول قارئ الإنجليزية. من نجيب محفوظ إلى علاء الأسواني ومن غسان كنفاني إلى إلياس خوري. ولا شك أن خوري، اللبناني الذي لم يكتب سوى روايات العذاب الفلسطيني، قد تأثر إلى حد بعيد، بالروائي الفلسطيني الذي اغتالته إسرائيل شابا، وقبل أن يتحول إلى علامة روائية كما كان محمود درويش في الشعر وإدوارد سعيد، في ذلك المستوى العالمي من منهجية النقد وعلومه وثقافته وأخلاقياته.

تشمل الدراسة الإشارة إلى «بنات الرياض» ورجاء الصانع. وأعتقد أنه لو كان عنوان «الرواية» «بنات بيروت» أو «بنات صنعاء» لما لقيت شيئا من الاهتمام الذي لقيته. ولا يمكن لدراسة بهذا الحجم أن تحيط بالجميع. ومع ذلك يسجل عليها، في باب معرفة الشعوب من خلال الرواية، عدم الإشارة إلى أعمال حنان الشيخ، ومعظمها مترجم، أو إلى أعمال الطاهر بن جلون، وهو ذو صيت في الغرب. وتتوقف الدراسة عند المؤلفات التي صدرت عن سجون صدام حسين. وهو موضوع لا يريد أحد أن يتذكره، سوى الآلاف الذين دخلوا تلك السجون وخرجوا منها أيضا.