نحن في عصر الشيء الصغير!

TT

الشاعر الإغريقي هزيود نظر وراءه فتخيل التاريخ مراحل: العصر الذهبي والعصر الفضي والعصر البرونزي، وأخيرا العصر الحديدي وهو الذي عاش فيه من أربعة وعشرين قرنا. ولم ينظر الشاعر أمامه إلى المستقبل يقول ما اسم العصور القادمة.. وهل لها أسماء المعادن أم أسماء الملوك والأبطال؟ لقد وقف التاريخ.. ومات الشاعر.

ولكن فلاسفة التاريخ اختاروا أسماء أخرى لزماننا ولزمان من بعدنا.. فالفيلسوف الألماني اشبنغلر هو الذي قال إن مستقبل البشرية صيني.. فالرجل الأصفر أو التنين هو سيد المستقبل. ويتأكد لنا يوما بعد يوم أن الصين قادمة وأنها تكتسح الغرب قارة بعد قارة. وأن الصينيين على الأبواب.. يدقون الأبواب ويبيعون بأرخص الأسعار وبالتقسيط.. وقد صنعوا كل شيء.. والغرب يقوم بتصنيع كل شيء في بلاد الصين.. فالأجور أرخص.. والعمال أكثر..

وفلاسفة آخرون قالوا: بل نحن في عصر الشيء الصغير. عصر العمال وعصر الذرة، فالطبقة العاملة هي القوة المحركة للتاريخ. والماركسيون يرون أنه سوف يجيء وقت تسقط فيه أميركا في بحر الجوع والبطالة.. وتنتصر الطبقة العاملة. ثم يتوقف التاريخ عن المنافسة، فقد تحقق للإنسان كل شيء. ولكن لم تسقط أميركا ولا الدول الغنية، وإنما سقطت الشيوعية في أكبر فشل عظيم. وقالوا: إنه عصر الشيء الصغير.. الذرة وجزء على مليون من الذرة (نانوتكنولوجي).. فالشيء الصغير يحتل المكان الصغير.. وأصغر حركة، أي واحد على مليون من المليمتر يتحرك بسرعة واحد على مليون من الثانية. وهناك ما هو أصغر وما هو أبطأ. فنحن في عصر أصغر شيء وأبطأ حركة في أقصر وقت..

ثم إننا في عصر الكراهية التي هي أم العنف الذي هو أبو الحرب.. أي قتل الإنسان لنفسه بأحدث الأسلحة في أسرع وقت.. والباقي يعلمه الله!