إنها أوهامنا الفلكية!

TT

في الخمسين عاما الماضية سجل علماء الفضاء أصواتا منتظمة وعلى ترددات عالية جدا. فقالوا: إنها ليست أصوات النجوم تولد وتموت.. ولا هي أصوات الاندفاع الرهيب إلى النجوم وتوابعها في أعماق الثقوب السوداء.. لماذا؟ لأنها ليست ضوضاء عنيفة.. أو طوفانا من الشوشرة المخيفة. وإنما هي أصوات صافية نظيفة ومنتظمة الإيقاع. وما دامت منتظمة الوقع أو الوقوع أو الإيقاع، فلأن وراءها فكرا أو برنامجا.. أي أنها رسائل من جانب الكون إلى جانب آخر. والمعني: أنها رسائل عاقلة. من عقلاء وإلى عقلاء.. أي أنها كائنات عاقلة في مكان ما من الكون يبعد عنا ملايين ملايين ملايين الكيلومترات.. أو ألوف السنين الضوئية..

وفي الخمسين عاما الماضية لم يثبت بعد أن هذه الأصوات لعقلاء في أي مكان. ولذلك عدل علماء الفلك عن متابعة هذه الأصوات. وانشغلوا بالبحث عن قطرة ماء. وإذا وجد الماء وجدت الحياة. والله تعالى يقول: «وجعلنا من الماء كل شيء حي»..

وذهبت المختبرات إلى القمر وإلى المريخ. وهبطت هذه المعامل الصغيرة تبحث تحت التربة. تحلل التراب وبقايا الجليد. وتبعث بتحاليلها إلى السفينة الأم ومنها إلى محطات المتابعة الأرضية. وتأكدنا من وجود ماء.. كان هناك من ملايين السنين وتجمد تحت تربة القمر وتحت تربة المريخ وتحت تربة بعض الأقمار التي تدور حول الكواكب. إذن كان الماء فكانت حياة جرثومية. أي حياة في أدنى درجاتها. إذن هل من الممكن أن تكون حياة في المستقبل.. على القمر أو على المريخ..

وأصبح البحث عن الماء في برنامج سفن الفضاء اليابانية والصينية والهندية وهيئة الفضاء الأوروبية وأصبحت حقيقة مؤكدة اليوم أنه كان هناك ماء. والبحث الآن عن شكل الحياة زمان ثم ماذا جرى لها؟

ولما عاد بعض رواد الفضاء وقالوا إنهم سمعوا أصواتا إنسانية أو أصواتا عاقلة أو ذكية، قيل لهم: هذا وهم. وأكد رواد الفضاء أنهم في سفنهم قد سمعوا نداءات باللغة الإنجليزية والروسية والعربية. وكرر العلماء رأيهم: هذا هذيان سببه التوتر الشديد في داخل المراكب الفضائية..

إذن أصبح الماء حقيقة. وأصبحت أشكال الحياة الدنيا حقيقة. ولم يبق أمامنا في المائة سنة القادمة إلا أن نثبت أن حياة ذكية كانت هناك وأن ما سمعه الرواد ليس وهما!