أغنيتك جميلة وحزنك مشرف

TT

لقد مات ابن عمي ماكسو. المنزل الذي كنت أدعوه بيتي، عندما أزور هايتي انهار فوقه. ولد ماكسو العام 1948 بعد مخاض عسير استمر ثلاثة أيام، لم تلد أمه بعده. لم تحتفل بميلاد ماكسو أي مرة. فمن يريد أن يتذكر ذلك الميلاد. عندما أصبح ماكسو مراهقا، كان كاتبه المفضل جان جينيه. وكان يردد باستمرار، هذا المقطع، من مسرحيته «الزنوج»: «كانت أغنيتك جميلة وحزنك يسبغ علي الشرف. سوف أبدأ حياتي في عالم جديد. أيها البلد الأسود العظيم، إنني ألقي عليك تحية الوداع».

كان ماكسو طاغيا. كان في استطاعته أن يأخذ منك المال أو الكلمات العذبة، بمجرد أن يردد: أحبك، أحبك، أحبك. وكان يأتي إلينا في نيويورك أو يهاتفنا من هايتي، طالبا المساعدة في مشروع من مشاريعه. آخر مرة سمعت منه كان في تسجيل صوتي على هاتفي: يريد تبرعا لمدرسة يقيمها في جبال ليوغان، حيث جذور العائلة. قبل ذلك كان قد طلب المساعدة في شراء نعش لأحد أبناء الحارة الفقراء. كان ماكسو يخلط الصراخ بالضحك، ويشعرك أنك تقوم باستثمار عظيم في التقوى والخير.

مسألة بناء المدارس، هذه، أخذها ماكسو عن والده. وكان يشكو لي دائما من غلاء الغداء في بورت أوبرنس: «إذا كان ذلك موجعا لي، تخيلي كيف هو لسواي». غالبا ما اتصل يطلب مالا لكي يشتري طعاما للموقوفين في مخافر الشرطة، بعدما ذاق هو طعم التوقيف عندما حاول أن يطلب اللجوء في أميركا.

بسبب كرمه وسمعته هرع الجميع للبحث عن ماكسو وزوجته وأطفاله عندما انهار منزله المؤلف من أربعة أدوار. وبعد يومين استطاعوا أن ينقذوا زوجته وجميع أطفاله. إلا نوزيال، 10 أعوام. ولكن حتى بعد فقدان الأمل، استمروا في البحث عنه، وعن الأطفال الذين كان يعطيهم دروسا خاصة بعد الدوام المدرسي. كما كان هناك بعض الأهل الذين جاءوا يبحثون في تقدم أولادهم. لا أحد يعرف كم كان عدد الأهل أو الأولاد.

عندما تم العثور على جثة ماكسو، كان هناك بعض الارتياح. على الأقل، لن يبقى بين الركام، ولا سوف يذهب إلى مقبرة جماعية. لكنني أعتقد أنه ما كان يمانع في ذلك. الجميع جردوا من طقوس الدفن، وهو كان سيقول، «وماذا يميزني عن سواي». بعد دفن ماكسو، انتبه الجميع إلى حالهم، وانهالت عليّ الاتصالات: قريب كسرت ساقه، وآخر لا يملك ثمن صور الأشعة، وثالث جائع منذ أيام، وطفل فقد صوته من هول الصدمة، وأقرباء فقدوا قرى بأكملها. وثمة عشرات لم نعرف عنهم شيئا. ومع ذلك تحدث الجميع إلي في صوت هادئ. لا عويل. لا «لماذا نحن، لماذا هذه اللعنة». ثم تحدثني ابنة عمي الجميلة، التي ألقبها ناعومي كامبل، وتهدئ من روعي: «هذه هي الحياة، إنها مثل الموت، لا تدوم سوى لحظات قليلة».

أدوبدج دونيتكات في «النيويوركر»