الملك عبد الله الزعيم الأكثر شعبية

TT

حصول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على المرتبة الأولى بين القادة الأكثر شعبية وتأييدا في العالم الإسلامي، وذلك خلال استطلاع أجراه مركز أبحاث «بيو» الأميركي، هو أقل ما يستحقه العاهل السعودي على مصداقيته، ومواقفه الساعية للخير، سواء في بلاده أو خارجها، لكن ما دلالات هذا الاستطلاع، خصوصا ان المركز الأميركي يحظى بمصداقية عالية، بل هو من اهم المراكز الاميركية في هذا المجال، كما ان الاستطلاع شمل 25 دولة اسلامية، منها 8 دول عربية؟

ولفهم أهمية ودلالات هذا الاستطلاع، لا بد من جرد بعض اهم مواقف وقرارات الملك السعودي، قبل وبعد تسنمه سدة الحكم في بلاده، لنجد ان الملك عبد الله هو الرجل الذي طرح مبادرة السلام، التي تحولت الى مبادرة عربية، دون ان يقبل ولو للحظة التنازل عن الحقوق العربية، وبذل الكثير من اجل القضية الفلسطينية، وهو صاحب مبادرة حوار الاديان، بعد أن أطلق الحوار الوطني في بلاده، وهو الملك المشغول بالتعليم في بلاده، فسخر ميزانية ضخمة لإصلاح التعليم، وهو الرجل الذي اعتمد ميزانية ابتعاث ابناء وبنات وطنه للخارج بالآلاف للتعليم، وهو الرجل الذي شرع الباب للمرأة السعودية، وهو الملك الذي أولى الإصلاح القضائي عناية كبرى، وميزانية ضخمة، وهو الملك الذي مثل العرب في قمة العشرين الكبار، وقيل يومها انه تم اختيار السعودية لتدفع مبالغ مالية للغرب، ومن هناك اعلن عن خطة مالية للاستمرار في تنمية بلاده، لا خطة لدفع مبالغ للغرب، كما انه، فوق هذا وذاك، هو الرجل الذي تقود بلاده حربا شرسة، وناجحة، على الارهاب، جعلتها نموذجا يستعان به في محاربة آفة الارهاب، وهو ايضا الملك الذي دعا للمصالحة العربية ـ العربية.

وهناك الكثير والكثير مما فعله ويفعله الملك عبد الله، لكن لماذا نسرد كل ذلك؟ السبب بسيط جدا حيث تقول دراسة مركز «بيو» «ان هناك تحمسا محدودا لكل الزعامات الاسلامية في الاستطلاع المعد، باستثناء الملك عبد الله، والذي يظهر بكل سهولة أنه الأكثر شعبية».

وعند تأمل الدراسة نجد أن كل ما عددناه من انجازات العاهل السعودي هي رغبة الشعوب المسلمة التي عبرت عنها في الاستطلاع المعد من مركز «بيو»، من تعليم، وعمل، واستقرار، واحترام للمرأة، ولذا فأهمية هذا الاستطلاع أنه يعكس صوت الأغلبية الصامتة، حيث انحسرت شعبية الارهاب، وقادته، امام شعبية لا يستهان بها، مثلا، في باكستان وإندونيسيا، للملك عبد الله، بينما تبين لنا الدراسة كيف تساوى تقريبا نجاد بكرزاي، وكيف ان الملك عبد الله ايضا يحظى بشعبية كبرى في كل من مصر والاردن ولبنان، عربيا، بينما هوت شعبية كل من حماس وحزب الله الى اقل مستوياتها.

أهمية الدراسة أنها تبين لنا أن الشعوب العربية والإسلامية تريد من يعمل، وبصدق، لا من يبحث عن الشعارات والدمار، ولذا نال الملك السعودي لقب اكثر الزعماء شعبية في العالم الاسلامي.

وعليه نقول هكذا يجب أن تُقرأ الدراسة ونتائجها.

[email protected]