سراويل اللاعبين وذاكرة الجسد!

TT

يتناقل الناس هذه الأيام خبر معلم التربية الإسلامية في المرحلة المتوسطة بالمدينة المنورة الذي وجه سؤالين إلى طلابه ضمن أسئلة نهاية الفصل الدراسي هما: تركي يلبس بنطلون «طيحني»، محمد نور يلبس سروال «سنّة»، ياسر القحطاني يلبس «هاف»، والسؤال: «مَن أكثرهم حياء: ياسر - محمد نور - تركي - لا شيء ممّا ذُكر؟». أما السؤال الآخر فجاء على النحو التالي: «معلم الإنجليزية، والمغني المسلم، والمشجع النصراوي، والمدرب الكافر.. مَن منهم يجتمع في حقّه الحب في الله، والبغض في الله؟».

فإذا كانت هذه الأسئلة المربكة قد كشفتها أسئلة الاختبار، أفليس من حقنا أن نتخيل حجم الإرباك الذهني الذي أحدثه هذا المعلم طوال فصل دراسي كامل - ولربما على مدى سنوات - في عقول طلابه دون أن نتنبه إليه؟! إنه المنهج الخفي يطل برأسه هذه المرة من ورقة الاختبار!

* ذاكرة الجسد

في قضية تعويض تنظرها المحكمة العامة في جدة - بحسب ما أوردته إحدى الصحف - تطالب سيدة سعودية أحد فنادق الخمس نجوم في جدة بتعويض قدره 5 ملايين ريال بالتمام والكمال، بدعوى أنها تضررت صحيا من لسع البعوض في أنحاء متفرقة من جسدها أثناء إقامتها في الفندق، وقد وثقت السيدة ذلك بمقاطع صوّرتها بواسطة الهاتف لإثبات الحالة.

وقد جعلني هذا الخبر أتحسس في ذاكرة الجسد عن آثار البعوض الذي نهش جسدي عشرات السنين دون أن أتنبه إلى إمكانية مقاضاة المتسببين، ولو أنني فعلت ذلك على طريقة هذه السيدة لتحولت وتحول معي كل سكان مدينة جدة وضواحيها إلى مليارديرات.

فماذا يفعل الفندق لحماية نزلائه من البعوض إذا كنّا عجزنا عن مكافحته في بيوتنا لحماية فلذات أكبادنا؟! وفي تقديري أن دفة الاتهام ينبغي أن توجه صوب أمانة المدينة، فهي المسؤولة أولا وأخيرا عن ترك البعوض يسرح، ويمرح، ويسكن أفضل الأجنحة في فنادق الخمس نجوم مجانا.

* قطة شيرازية

تطالب سيدة أخرى طبيبا بيطريا - بحسب إحدى الصحف الإلكترونية - بتعويض قدره 25 ألف ريال، متهمة إياه بالتسبب في مقتل قطتها الشيرازية المدللة التي يبلغ ثمنها 2500 ريال، وقد ضربت هذه السيدة سعر القطة في 10 لتقدير التعويض المطلوب، والسؤال: من فتح شهية السيدات هذه الأيام على آخرها بحثا عن التعويضات، ولو من بوابة القطط والبعوض؟!

[email protected]