أغاني العلم

TT

بإمكان محبي العلوم ونشرها استخدام واستغلال المواقع الإلكترونية على الإنترنت وبخاصة مواقع «مشاركة وبث الفيديو عبر الإنترنت» مثل الموقع الشهير «يوتيوب»، في ابتكار أساليب وأفكار تعليمية وتربوية جديدة، طريفة وشيقة وجذابة، مثل أغاني الفيديو كليب العلمية لتبسيط مفاهيم ومصطلحات العلوم الجافة والصعبة وبخاصة للأطفال وعامة الجمهور ممن ليست لديهم فكرة على الإطلاق عنها، ولتجعل هذه الأساليب من الإقبال على دراسة وفهم العلوم متعة وفائدة. ففي مسابقة لتبسيط تقنية النانوتكنولوجي الحديثة بعنوان «ما النانو؟»، باستخدام أفلام الفيديو القصيرة، نظمتها «الجمعية الكيميائية الأميركية»، وتحكمها لجنة علمية، بهدف إيضاح المفاهيم المتعلقة بهذه التقنية الحديثة بشكل مبسط، بواسطة مواد فيلمية، حصلت أغنية بعنوان «أغنية النانو» (The Nano Song) على جائزة المسابقة، التي ابتكرها فريق من الطلاب الجامعيين من جامعة كاليفورنيا بيركلي الأميركية، بهدف تبسيط وإيضاح المفاهيم والخصائص الأساسية لتقنية النانو للأطفال وللعامة من الجمهور، وبخاصة من ليست لديهم فكرة عن هذه التقنية.

فقد لجأ الطلاب إلى أسلوب طريف يتمثل في ابتكار أغنية بكلمات بسيطة وهادفة يشارك في أدائها فرقة من الدمى الناطقة (Puppets) مثل التي تستخدم في عروض الدمى المحببة للأطفال، وقد حققت هذه الأغنية انتشارا ورواجا واسعين في عدد من المواقع الإلكترونية، وبخاصة على موقع «يوتيوب» الشهير، حيث حصلت على العدد الأكبر من المشاهدات. فقد شاهدها على الموقع أكثر من نصف مليون زائر، مقارنة مع المشاركات الأخرى المطروحة في هذه المسابقة.

وتجيب كلمات «أغنية النانو» عن الأسئلة البسيطة التي يطرحها مجموعة من الطلاب – تمثلها حيوانات الدمى الناطقة - حول تقنية النانو، حيث يستمعون للإجابات التي تقدمها المعلمة من خلال الغناء، وبشكل طريف تتواصل المعلمة مع طلابها «الدمى»، وتذكر أمثلة من تطبيقات تقنية النانو بأساليب مختلفة وسهلة تناسب مستوى فهم الجميع.

ولا شك أن هذه الأغنية الطريفة يمكن أن تساهم في ربط الأطفال بمفهوم تقنية النانو وتحفيزهم على تعلم المزيد عنها.

وقد أعد فريق الطلاب المشارك بهذه الأغنية موقعا خاصا على الإنترنت لمشاهدتها أو تحميلها، وذلك على موقع (www.nanosong.com)، وأنتج فريق الطلاب أغنية أخرى جديدة بعنوان «أغنية الأمن والسلامة» (The Safety Song) عن قواعد وممارسات الأمن والسلامة في المختبرات العلمية، وقد أعدوا موقعا بعنوان «أصوات العلم» (www.thesoundsofscience.com) لمحبي العلم والموسيقى، يهتم بأغاني العلم، بهدف تشجيع الوعي والاهتمام بالعلم ولكل الأعمار، من خلال موسيقى وأغاني الفيديو الطريفة والممتعة.

ومن كلمات «أغنية النانو» الفائزة:

أجسام النانو صغيرة جدا بحيث لا يمكن أن أراها أو تراها

إلا أن العالم سيتغير قريبا بسبب تقنية النانو

عندما تصطف ملايين النانومترات في سطر واحد

تكون بطول رقاقة واحدة من الثلج

حتى خلايا الجراثيم فإن طولها يعادل آلاف النانومترات

عندما تسمع كلمة «نانو» فإن ذلك يعني شيئا صغيرا جدا جدا

نانو نانو، يا لها من مفاجئة رائعة

الاعتيادي يصبح استثنائيا عندما تجعله بحجم النانو

الخلاصة، أن فكرة «أغاني العلم» (cience Songs) باستخدام أفلام وأغاني الفيديو كليب العلمية المصورة عبر الإنترنت أسلوب حديث وطريف آخذ في الانتشار - وبخاصة في الدول المتقدمة - لتدريس وتشجيع حب العلوم للأطفال ومن ليس لديهم فكرة عنها وجعلها متعة وفائدة. فهل تجد هذه الفكرة اهتماما ودعما وتشجيعا في عالمنا العربي من شبابنا ومعلمينا وعلمائنا وفنانينا والمهتمين بتبسيط العلوم وأغاني الفيديو كليب، وبخاصة أن مهارات إخراج أفلام وأغاني الفيديو أصبحت في متناول عدد من هواة الكومبيوتر ومرتادي الإنترنت، وحتى نقدم لأبنائنا ومواطنينا متعة الفن والعلم معا.