هل بدأ عزل إيران؟

TT

من يتابع أخبار إيران مؤخراً، وتحديداً الخلاف الغربي الإيراني حول الملف النووي، يلاحظ أن هناك ملامح عزلة سياسية قد باتت تتضح بحق طهران، بسبب هجمة سياسية غربية، وانحسار بدأ يتضح بالمقابل في التحركات السياسية الإيرانية.

ففي الوقت الذي نرى فيه رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الأدميرال مايكل مولن، ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، يزوران المنطقة، مع ظهور مواقف سياسية روسية تقترب من الموقف الأميركي ضد إيران، والداعي إلى ضرورة فرض عقوبات على طهران، وكذلك تصريحات نائب الرئيس الأميركي بايدن الذي قال إن بلاده تتوقع الحصول أيضا على دعم صيني لموقف بلاده، لفرض عقوبات على طهران.. كل هذه التحركات والمواقف يقابلها جمود، وارتباك، إيراني لافت للنظر، خصوصاً أن التحرك الأميركي بالمنطقة يظهر أن واشنطن تسير وفق سياسة العصا والجزرة، حيث نرى هيلاري كلينتون تتحرك بالمنطقة في نفس الوقت الذي يتحرك فيه رئيس هيئة الأركان مولن، الذي كان له تصريح لافت حين قال إنه يسعى لإقناع إسرائيل بلجم رغبتها في التحرك العسكري ضد إيران، ولهذا التصريح مغزى مهم بالطبع!

وهنا قد يقول البعض إن إيران، وساستها، قد كانوا مشغولين باحتفالات ذكرى الثورة الخمينية، والصحيح أنهم كانوا مشغولين بقمع نصف الشعب الإيراني، وليس الاحتفال، مما يظهر ورطة إيران الداخلية، من ناحية، ومن ناحية أخرى، يجب أن نتذكر أن اندلاع المظاهرات في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأخيرة في طهران لم يمنع وقتها الساسة من التحرك، وعلى رأسهم نجاد الذي قام بزيارات خارجية حينها.

إلا أن هناك خبرا صغيرا، لكنه مهم، يظهر ربكة الإيرانيين، وقلقهم، من الطوفان السياسي الغربي الذي يجتاحهم بكل مكان، وحتى من قبل إسرائيل، حيث أُعلن أن نتنياهو يزور روسيا لمدة ثلاثة أيام، والخبر الصغير هو ما نقلته هيئة الإذاعة الإيرانية، وأورده عنها موقع «سيريانيوز»، بأن نجاد قد هاتف الرئيس بشار الأسد الخميس الماضي، وأن «نجاد أبلغ الأسد أنه يجب التصدي لإسرائيل والقضاء عليها إذا شنت هجوما في المنطقة»، وأضاف الخبر أن نجاد قال بأن «لدى إيران معلومات يعتمد عليها بأن النظام الصهيوني يبحث عن طريقة لتعويض هزائمه المخزية من أبناء غزة والمقاومة اللبنانية». وأضاف نجاد أن «إيران ستظل في صف دول المنطقة بما في ذلك سوريا ولبنان وفلسطين»، وأنه «إذا كرر النظام الصهيوني أخطاءه وبدأ عملية عسكرية فيجب التصدي له بكل قوة لوضع نهاية له للأبد».

إلا أن ما نعرفه هو أن إيران لم تطلق رصاصة لمساعدة حزب الله في 2006، كما لم تهب لنجدة غزة أمام العدوان الإسرائيلي، ولم تفعل طهران شيئا عندما اعتدى الإسرائيليون على دير الزور السورية، وبالتالي وطالما أن نجاد يطلب من السوريين التدخل في حال نشبت الحرب، التي يتضح أن طهران تتوقع حدوثها عطفاً على كلام نجاد للأسد، فمن هنا نقول إنه من الواضح أن طهران باتت تشعر بعزلة سياسية بدأت تتحوطها من كل مكان.

[email protected]