ومن يحب الهيئة يا خلف؟!

TT

كتب زميلنا العكاظي خلف الحربي مقالا رشيقا بعنوان «أنا لا أحب هيئة الاتصالات»، على اثر مطالبتها الشركات بوقف مجانية التجوال الدولي، والحق ليس خلف وحده الذي لا يحب هذه الهيئة، فكلنا لدينا مثل هذا الشعور، فالمبررات التي أوردتها الهيئة للدفاع عن قرارها غير مقنعة، وتستعصي على الفهم، ولا تزيد دور هذه الهيئة إلا غموضا في أذهان الكثيرين الذين يرونها تقف ضد مصلحة المشتركين.

فمن يحب الهيئة يا خلف؟!

* إلا الزلزال يا دكتور!

الدكتور علي العشقي عالم كبير من علماء البيئة ظل على مدى سنوات يحذرنا من تلوث البر والبحر، وحينما اكتشف نزعة اللامبالاة في تكويننا النفسي بدّل مقام العزف من التلوث إلى الزلازل، وهو اليوم يحذر من أن مدينة جدة غير آمنة من خطر الزلازل، ولو حدث أمر الله فإن بحيرة الصرف الصحي لن تصمد.

وللدكتور العشقي نقول بصدق: جميل أن تكون بيننا في زمن لم تعد فيه مثل زرقاء اليمامة التي ترى على مسيرة ثلاثة أيام، ولا مثل حذام بنت الريان التي حذرت قومها من اقتراب الخطر فقالت عبارتها الشهيرة: «لو ترك القطا ليلا لنام».

وكفى الله أهل جدة شر ذلك اليوم الذي تهتز فيه الأرض، وتفوح رائحة المسك في الأرجاء.

* فوبيا المطر!

كان زميلنا المخرج التلفزيوني المخضرم عبد الله رواس وحده الذي يتابع النشرة الجوية، فلا يخرج من بيته إلا بعد الاتصال بأشهر قراء النشرة أمثال: النويلاتي والكراني والحلبي، لكن مع تزايد الكوارث في مواسم المطر تعمقت حالة الفوبيا في دواخلنا جميعا، فما ان تتراكم السحب، ويومض البرق، ويزأر الرعد، حتى تجد الناس في الشوارع يتدافعون هربا إلى ملاذات آمنة.

ولو أجري استطلاع رأي هذه الأيام حول أهم ما يقدمه التلفزيون لفاز برنامج النشرة الجوية بالجائزة الذهبية.

* المتربصون بذاكرة المدينة

أشتاق إلى جدة القديمة، أو المنطقة التاريخية من المدينة إذا ما غبت عنها شهرا أو أكثر، رغم أن زيارتها تسبب لي الكثير من الحزن، وأنا أرى بيوتها تقضم الواحد تلو الآخر لمصلحة الأبراج الإسمنتية، ولا أدري لماذا يتربص البعض بهذه المنطقة بالذات مع أن أرض الله واسعة، ويمكنهم أن يبنوا أبراجهم حيث شاءوا في هذه المدينة، فقط عليهم أن يتركوا لذاكرة الناس والتاريخ هذا الكيلومتر المربع.

* براءة السيل

تعويضات المتضررين من سيول جدة كشفت أخلاقيات بعض الناس، فرغبة في الحصول على المليون لم يتردد البعض في اتهام السيل بخطف أمهاتهم أو أبنائهم، لتثبت التحريات براءة السيل، وأن المرحومين ماتوا منذ سنوات، ولكن جشع البعض جدد موتهم من جديد.

نحن مدينون لك بالاعتذار أيها السيل عن اتهامات المحتالين.

[email protected]