ولكن أحلام الرجال تضيق!

TT

في 1990 اكتشف علماء الفلك منظومات شمسية تشبه منظومتنا. وقد بلغ عددها حتى العام الماضي 800 مجموعة. أي اكتشفوا نجوما تدور حولها كواكب. ولكن هذه الكواكب أكبر حجما.. من بين هذه المنظومات 88 منظومة تكاد تشبه منظومتنا وتدور حولها كواكب أصغر من كواكبنا. ويقول العلماء إن هناك كيمياء خاصة مختلفة بين النجوم وتوابعها. وقد لاحظوا أن هذه الشموس تفتقد إلى عنصر الليثيوم.

وكان العلماء يندهشون كيف أن شمسنا تفتقد هذا العنصر. أشرح هذه العبارة. كان العلماء يرون أن شمسنا ينقصها الليثيوم، وأن هذه صفة خاصة بشمسنا، ولكن لماذا؟ لم يجدوا إجابة عن هذا السؤال، فلما عثروا بين هذه الشموس التي اكتشفوها على 88 شمسا ينقصها هذا العنصر، بدأوا يبحثون عن كواكب شبيهه بأرضنا. لعلهم يهتدون إلى أي نوع من الحياة.

وفى نفس الوقت زادت حيرتهم عندما وجدوا أن في هذه الشموس 15 عنصرا ليست موجودة في شمسنا.. ويقول العالم ارجيك إنه عندما وقف عند هذه الحقيقة الجديدة قال: كأنني طفل صغير يلعب وفجأة جاءت أمه وخبطته في رأسه قائلة: أيها الطفل ارجع إلى أول الشارع!

يقول: لا بد من أن نعود إلى تحليل الشموس التي اكتشفناها وأن نعيد تصوير الكواكب..

وواضح أن العلماء يريدون بكل ما لديهم من نظريات وصور البحث عن مكان آخر لنا بعد أن ضقنا بالأرض وضاقت بنا. قال الشاعر القديم:

لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها

ولكن أحلام الرجال تضيق..

فنحن ضقنا بأنفسنا وبكل ما لدينا من ماض ذهبي ومستقبل ليس ذهبيا. ونريد أن «نطفش» من كوكب الأرض بما ومن فيها!

وفى العدد الأخير من مجلة «العلماء الأميركان» أيدوا ما اكتشفه مرصد أوروبا الجنوبية من أن أحد الكواكب في إحدى المنظومات يكاد يكون في حجم الأرض ويدور حول الشمس على مسافة مساوية لمدار كوكبنا حول الشمس وله نفس المدار المفلطح أو «الإهليلجي». والمعني: يا رب اجعلها أرضا وبردا وسلاما علينا. لولا أنها تبعد عنا ثلاثة آلاف سنة ضوئية!